استدامة وقعه (١) ثلاثة أيام. وكان عمقه في زبيد قدر شبر وربما أكثر ، مع ظلمة مثل الليل كانت في زبيد وأعمالها لا يفرق بين الليل والنهار ، وما يسير الناس في زبيد ونواحيها في النهار إلا بالمصابيح من شدة الظلمة أياما. وقيل : إنه نزل بعده في زبيد تراب أسود مثل الكحل في بعض الجبال أيضا ، وكان إلى مأرب وحضر موت / وإلى البحر. وأما من ظاهر بني صريم إلى صعدة إلى شامها فلم يكن هنالك منه شيء.
وأخذت منه وحفظته وهو دقيق ناعم ، وربما إنه يطرح على جراحات الدواب فيبرئ بسرعة وربما يداوى به الحكيك المسترجف فيبرئ ، حكى لي بعض من جرّبه.
ثم تبع ذلك أصوات يتخيل أنها زلازل وليست بزلازل بل هي كصوت الحجر الكبير إذا طرح في البئر ، أقام ذلك وجه شهر في جميع اليمن الليل والنهار.
وتاب في أرض اليمن خلق كثير ، والسبب لتوبتهم هذه الآيات ، قال الله تعالى : (وَما نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً)(٢). وهذا إنذار من الله تعالى أنذر به عباده ، وذلك خارق للعادة فنسأل الله تعالى ألا يجعل الدنيا غاية مقصودنا ولا منتهى أملنا ، فإن الله ـ تعالى ـ قد أنذرنا بهذا الذي لم ينذر به سلفنا مع ما معنا من كتابه الكريم وسنة نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم. وهذا الذي أنذرنا به لإبلاغ الحجة علينا. فالله تعالى نسأله ونتضرع إليه أن يعفو (٣) عنا ويغفر لنا ويتقبل منا ويتجاوز عنا ، إنه قريب مجيب.
__________________
(١) الأصل : «استادمه».
(٢) الإسراء : ١٧ / ٥٩
(٣) الأصل : يعف.