بالحرير. فلما دخلوا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم / قال : «ألم تسلموا؟» قالوا : بلى يا رسول الله. قال : «فما بال هذا الحرير في أعناقكم؟». قال : فشقوه منها فألقوه. ثم قال له الأشعث بن قيس : يا رسول الله! نحن بنو آكل المرار ، وأنت ابن آكل المرار. فتبسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ضاحكا وقال : «ناسبوا بهذا النسب العباس بن عبد المطلب وربيعة بن الحارث» وكان العباس وربيعة رجلين تاجرين ، فكانا إذا شاعا في بعض العرب فسئلا ممّن هما قالا : نحن بنو [آكل (١) المرار ، يتعززان بذلك. وذلك أن كندة كانوا ملوكا. ثم قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا ، نحن بنو النضر بن كنانة ، لا تكونوا منا ـ يعني في النسب ـ ولا نلتقي من أبينا» فقال الأشعث بن قيس : هل عرفتم يا معشر كندة! والله لا أسمع رجلا يقولها إلا ضربته ثمانين.
قال ابن هشام (٢) : «الأشعث : من ولد المرار من قبل النساء ، وآكل المرار : الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندى ، ويقال كندة ، وإنما سمي : آكل المرار : لأن عمرو بن الهبولة الغساني أغار عليهم ، وكان الحارث غائبا ، فغنم وسبى ، وكان فيمن سبى (٣) أم إياس بنت عمرو بن محكم الشيباني امرأة الحارث بن عمرو ، فقالت لعمرو في مسيره : لكأني برجل أدلم أسود كأن مشافره مشافر بعير آكل مرار قد أخذ برقبتك ، تعني الحارث بن عمرو ، فسمي آكل المرار ، والمرار : شجر. ثم تبعه الحارث في بكر بن وائل ، فلحقه واستنقذ امرأته وما كان أصاب».
وقيل : آكل المرار : حجر بن عمرو ، وسمي آكل المرار لأنه أكل هو وأصحابه المرار في تلك الغزوة.
__________________
(١) ليست في الأصل.
(٢) السيرة ٢ / ٩٠٣
(٣) الأصل : «سبا».