غنيكم وفقيركم ، فإن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته ، إنما هي زكاة يزكى بها فقراء المسلمين وابن السبيل. وإن مالكا قد بلّغ الخبر وحفظ الغيب / وآمركم به خيرا. وإني قد أرسلت إليكم من صالحي أهلي وأولي دينهم وأولي علمهم ، وآمركم بهم خيرا فإنه منظور إليهم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».
* * *
ثم بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم خالد بن الوليد (١) في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى إلى بني الحارث بن كعب بنجران ، وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام قبل أن يقاتلهم ثلاثا ، فإن استجابوا فاقبل منهم وإن لم يفعلوا فقاتلهم. فخرج خالد حتى قدم عليهم ، فبعث الركبان يضربون في كل وجه ويدعون إلى الإسلام ويقولون : أيها الناس أسلموا تسلموا. فأسلم الناس ودخلوا فيما دعوا إليه ، وأقام فيهم خالد يعلمهم الإسلام وكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلىاللهعليهوسلم ، وبذلك كان أمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم إن هم أسلموا ولم يقاتلوا. ثم كتب خالد بن الوليد إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم كتابا هو :
«بسم الله الرحمن الرحيم
لمحمد رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من خالد بن الوليد :
السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته.
أما بعد : فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو ؛ أما بعد : يا رسول الله ، فإنك بعثتني إلى بني الحارث بن كعب ، وأمرتني إذا أتيتهم ألا أقاتلهم ثلاثة أيام ، وأن أدعوهم إلى الإسلام ، فإن أسلموا قبلت منهم وعلمتهم معالم الإسلام وكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلىاللهعليهوسلم وإن لم يسلموا قاتلتهم. وإني قدمت عليهم فدعوتهم إلى
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٢ / ٩٥٨ ـ ٩٦٠ ، الطبري : ٣ / ١٢٦ (حوادث سنة ١٠ ه).