فصل
واختلفت الرواية فيمن أسّ بناء مسجد صنعاء الجامع ، فقيل : هو أبان بن سعيد بن العاص القرشي. وقيل : وبر بن يحنّس الأنصاري. وقيل : هو فروة بن مسيك المرادي ، وهو الأغلب في الرواية ، لأنه هو الذي بنى الجبّانة التي في مقدّم صنعاء لعيد المسلمين ، والمسجد الذي عندها المعروف اليوم بمسجد فروة بن مسيك. ولم يختلف أحد من الرواة في أن فروة هو الذي أسّ ووضع الجبانة والمسجد الذي يليها.
* * *
فصل
ثم لما توجه فروة بن مسيك المرادي إلى صنعاء ومخاليفها وحضر موت بأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمره أن يبني مسجد صنعاء ما بين الصخرة الململمة الخضراء وبين قلعة غمدان ، ويجعل قبلته جبل ضين ؛ فبناه. أمره رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يبني المسجد في بستان باذان في ما بين غمدان إلى الحجر الململمة ، والحجر الململمة في شارع بني ثمامة. فقيل : إنه أفضل من مسجد الجند ، لأن النبي صلىاللهعليهوسلم حدّه ووصفه / بهذه الصفة وهذه الحدود ، ومسجد الجند إنما قال فيه حيث بركت الناقة.
هذه الرواية عن الكشوري قال : حدثه به أبو عبد الله ، وكان من العلماء رواة مالك.
ومسجد صنعاء أقدم من مسجد الجند. قيل : إنه بني قبل الفتح ، وقيل : بعد الفتح ، إلا أنه قبل مسجد الجند ؛ قيل : بستة أشهر ، وقيل : بسنتين ، قيل : إنه بني مسجد صنعاء في سنة ست من الهجرة النبوية ، صلوات الله على