صاحبها وسلامه. قيل : إن الله تعالى أوحى إلى النبي صلىاللهعليهوسلم أن يبعث معاذ بن جبل إلى اليمن في بنيان المسجد ، مسجد الجند ، ثم ذكر مسجد صنعاء ، قال معاذ : «يا رسول الله! ما فيهما من الفضل؟». قال : «أما مسجد صنعاء فإنه اعتكف فيه نبي مرسل أربعين شهرا ليس فيها يوم ولا ليلة إلّا ينزل إليه جبريل والملائكة ، فقاتله قومه أهل حضور فقتلوه ، فبعث الله تعالى عليهم سبعين ألف ملك حتى جعلهم حصيدا خامدين. فمن اعتكف في مسجد صنعاء في مؤخره فكأنما اعتكف في ملكوت السماوات السابعة (١). ومن صلّى فيه ركعتين خاض في الرحمة إلى يوم البعث المعلوم ، وعدلت له بخمسين صلاة ، ثم يضعفها الله حتى لا تحصيها الملائكة إلى يوم القيامة. ومن صلى في مسجد الجند فكأنما أناخ على كرسي الجنة».
قال معاذ : «أوصني يا رسول الله» قال : «نعم أوصيك ، والذي نفسي بيده ما توزن الأعمال يوم القيامة حتى ينتصر كل مظلوم».
وروي عن فروة أنه قال : «من صلى في مسجد صنعاء عشرين جمعة دخل الجنة ، أو قال : برىء من النار».
/ وذكر أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أمر فروة بن مسيك المرادي أن يبني مسجد صنعاء في بستان باذان ما بين الأكمة أكمة غمدان والصخرة والململمة ، وأمره أن يضع جبانتها في مقدّمها في الحديبية منها (٢).
__________________
(١) كذا الأصل ، وقد أقحمت كلمة أخرى هي «الرابعة» فوق كلمة «السابعة».
(٢) تاريخ صنعاء ص ١٢٩ ـ ١٣٠. وعن الجبانة انظر ص ١٤٠ و ٢٥٩ ـ ٢٦٠ و ٢٦٥ منه.