الرافضين لأصحاب سيد المرسلين محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغرّ المنتجبين.
ثم إنه اعتمد بعض ولاة البلد هجرها وطمسها وإيثار الصلاة في غيرها / مدة يسيرة لغرض له ، ولا أدري ما غرضه ، مع كونه متهما في دينه بميله مع أهل الرفض. وقبل هذا ما زالت الصلاة فيها إلا في هذه المدة اليسيرة.
فلما أن أراد الله تعالى إظهار آيات رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذكرت فضلها لهذا الأمير الأجل ملك الأكراد (١) علم الدين وردسار بن بيامي بن أسوسي بن باذبان بن موفر الشانكاني ، وشانكان : قبيلة من الأكراد من أكراد العرب ، قيل : من نزار بن معد بن عدنان ، وحققت له قضيتها وفضل المسجد عندها ، وفضل المسجد الجامع ، فحينئذ شمّر لعمارتها ، وسارع ببنائها (٢) ، ونشط إلى إحيائها ، التماسا منه لطلب الثواب من الله تعالى ، كما قال : (إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)(٣) فصلينا فيها العيد ـ عيد الفطر ـ سنة اثنتين وست مئة وفيه بعض عمارة ، وأمر هذا الأمير ـ أجزل الله ثوابه وجعل الجنة مآبه ـ بنقض المصلّى في اليوم الثاني من شهر شوال من السنة المذكورة لتعهده ، وأمر بالإنفاق على عمارته نقدا ، فنقض إلى أساسه ، وكان قد دور / من جهة يمانيّه بحجارة جدارا يكون طوله ذراعا ، فنقض الجميع منبره وغيره ، وزيد في طوله
__________________
(١) سبقت الإشارة إلى أنه كان نائبا على صنعاء بعد مقتل المعز إسماعيل بن طغتكين بن أيوب في زبيد عام ٥٩٨ ه ١٢٠٢ م ، وتعد فترة حكمه من أسوأ فترات الحكم الأيوبي باليمن ، فقد خرج عن مذهب أهل السنة واتبع مذهب الإسماعيلية ، ولعل هذا ما قصده المؤلف من إشارته إلى أهل الرفض.
(٢) الأصل : «بنيانها».
(٣) التوبة : ٩ / ١٨