من شرقيّه عشرون ذراعا ، وأحدث الجدار (١) اليماني كله من أساسه واشتغلت عمارته أياما متوالية لا يفتر فيها ، وإنفاق الأموال الكثيرة من جهة حلّ أنفقه (٢) من يده نقدا ، وغير ذلك مما يوجب الثواب.
واستقل هذا الأمير الركوب إلى المصلّى في كل يوم لا ينقطع ولا يفتر قائما وقاعدا ، وفي بعض الأوقات يضرب خيامه فيها ويباشر العمارة بنفسه ويرتبها ، ويقترح على البنّاء هذا الترتيب الذي فيها.
وعمل جدرانها في نهاية العرض على الحسب المشاهد المغني عن صفتي لمن رآه.
وعمل في شرقيّه مقصورة مصلّى باسم النساء للصلاة ، وجصّص ، وقضّض.
وعمل الحوض في غربيّه.
وعمل السواقي في جداره اليماني ثم في جداره الغربي للماء الجاري من البئر.
وعمل جدارها الشرقي وجدارها الغربي ، كل ذلك محدث من أساسه إلى علوه ، عمارة متقنة ، وصنعة محكمة.
وعمل منبرها في غاية الإحكام والإتقان ، وقبته ، وعمل في جانبيه خشبتان مثقوبتان بني عليهما وجصّص وجعلا برسم الرمحين اللذين فيهما العلمان.
وجعلت جدرانها الثلاثة العدنية والشرقية والغربية مسنّمة (٣) كلها مقضّضة.
وجعل باب المصلى الصغير الذي قصر برسم النساء إلى جهة الشرق ، تدخل إليه النساء من حيث لا يراهنّ الرجال ولا يطلع عليهنّ (٤) فيه أحد / في الجبانة الكبيرة مصلى الرجال.
__________________
(١) الأصل : «جدرا ، الجدر».
(٢) كذا الأصل ، وفي مساجد صنعاء ٢٨ ، والجندي ق ٩٧ : «الكثيرة من ماله أنفقه».
(٣) كذا الأصل.
(٤) الأصل : «لا يراهم» ، «عليهم».