باب
في ذكر عمارة المنارتين في المسجد الجامع بصنعاء
وقد تقدم الحديث في ذكر فضل المسجد الجامع بصنعاء ، وأنه بني على عهد / النبي صلىاللهعليهوسلم. وأما عمارته هذه ، وسقوفه المتقنة ، وصنعته المحكمة ، فإنه عمل ذلك كله بأمر الأمير محمد (١) بن يعفر بن عبد الرحمن بن كريب الحوالي في سنة خمس وستين ومئتين من الهجرة الطاهرة النبوية ـ صلوات الله على صاحبها وسلامه ـ. وجميع أخشابه التي في الجانب القبلي والعدني [من الساج](٢) وأما الغربي فهو أيضا من السّاج.
وذكر أن تغير بعض سقوفه وكونها اغبرت أن علي بن الفضل القرمطي (٣) سد موازيب المسجد في الخريف حتى امتلأت ماء فغيرت السقوف. وله حديث ليس الغرض ذكره لأنه كان مارقا من الدين.
ثم عمل في جدرانه شيء من الحجارة بعد الحوالي في مدة قريبة ، وحمّر من السقوف ما كان قد ذهّب بذاهبه ، وبقي في المسجد اسم الحوالي مكتوبا وتاريخ السنة التي عمر فيها المسجد هذه العمارة الحسنة. والكتابة في اللوح قريبة من
__________________
(١) في الأصل : «الأمير إبراهيم بن محمد بن يعفر ...» وأظنه وهما من الناسخ فقد حكم الأمير محمد بن يعفر الحوالي بين عامي ٢٥٩ ـ ٢٧٩ ه ٨٧٢ ـ ٨٩٢ م. وفي عام ٢٦٥ ه جاء سيل عظيم خرب جامع صنعاء فقام الأمير محمد الحوالي بإعادة البناء وذلك بعد عوده إلى صنعاء من مكة. (انظر مساجد صنعاء ٢٦).
(٢) ليست في الأصل ، وأتممناها من السياق.
(٣) انظر عنه ص ٣٠٤ و ٣٤٩ من تاريخ صنعاء. وتاريخ الجندي (مخطوطة باريس الورقة ٤٠ ـ ٤٣).