صنعاء الجامع عالما كان أو متعلما أو عابدا معتكفا فيه ، فله نصيب من الوقف المذكور يدفع إليه منها مثلما يدفع للساكن فيها والواصل إليها ، وعلى القيم فيها ، والناظر بأمرها يدفع إليه من غلتها أجرة مثله ، وهو العامل عليها فهو من جملة الموقوف عليهم سواء سكن فيها أو لم يسكن فله نصيبه منها لأجل عمله. والعامل عليها يومئذ في تاريخ هذا الكتاب ووضعه هو الحاج الموفق عبد الرحمن المعروف بإقبال الحبشي ، صرف إليه هذا الموفق النظر فيها وجعله العامل عليها ، وجعل ذلك وقفا حسنا محرما لا يباع ولا يوهب ولا يورث ، ولا حظّ فيه ولا نصيب لأهل البدع والروافض ، بل هو مخصوص بأهل السنة والجماعة المحبين لأصحاب النبي ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، ولبقية الصحابة وسائر المهاجرين والأنصار الجامعين في المحبة بينهم وبين أهل بيت محمد صلىاللهعليهوسلم. فمن بدّله من سلطان ظالم ، أو أمير جائر ، أو قاض متأول ، أو فقيه مبتدع بتأويل فتوى باطلة ؛ فعليه / لعنة الله ولعنة اللاعنين ولعنة الملائكة والناس أجمعين ، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ولا صلاة ولا صياما ولا حجّا ولا عمل برّ ، والله بريء منه : (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(١).
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا طيبا مباركا فيه.
تمّ ذلك بحمد الله ومنّه وكرمه وإحسانه.
__________________
(١) البقرة : ٢ / ١٨١