وقال آخرون : كانت الغرفة تحت بيضة رخام من ثماني قطع مؤلفة ، وكان له أربعة تماثيل من الصفر ، على كل ربع من أركانه تمثال على صورة الأسد ، كل تمثال رأسه وصدره خارجان عن القصر ورجلاه في الدار ، وكانت الريح إذا هبّت في أجواف تلك التماثيل سمع لها زئير من مكان بعيد ، وكانت إلى جانب القصر نخلة سحوق (١) تسمى الدامغة ، وكانت تطرح بعسبانها إلى بعض أركان القصر ، وكان من يستلقي في أعلى غرفة غمدان على فراشه يرى طيور السماء إذا مرت به من تحت تلك الرخامة المطبقة في أعلى الغرفة ، وإذا أسرج فيه رأى ذلك من رأس عجيب.
قال محمد بن خالد : إن وهب / بن منبه قال : لّما بنى غمدان صاحب غمدان (٢) وبلغ غرفته العليا أطبق سقفها برخامة واحدة ، وكان يستلقي على فراشه في الغرفة فيمر به الطائر فيعرف الحدأ من الغراب من خلف الرخامة ، وكان يسرج فيها القناديل فترى من رأس عجيب ، فإذا رأت ذلك الأعراب قالوا على صنعاء غيث جود ، وليس بين نقلة الأخبار خلاف أن الذي أسّ غمدان هو سام بن نوح (٣) ، وأن العمارة بلغت إلى أن كان على سبعة سقوف بين كل سقفين أربعون ذراعا ، (فذلك مئتا ذراع وثمانون ذراعا (٤)) وهذا لا يمكن لأن أربعين ذراعا بين كل سقفين كثير ، والذي ثبت أنه روي أنه عشرون سقفا ، كل سقف على عشرة (٥) أذرع ، فذلك مئتا ذراع ، ولن يتعذر ما روي لقدرتهم على البناء ، وعلى كل معجزة منه ، وكانت غرفة الرأس العليا فيما يقال في الأخبار مجلس الملك ، اثني عشر ذراعا ، (في اثني عشر ذراعا (٦)) عليها حجر من رخام» (٧)
__________________
(١) ليست في حد. والسحوق : الطويلة ، والدامغة : من صفات النخل (المحيط).
(٢) «صاحب غمدان» ليست في مب.
(٣) انظر ما سبق حول الخلاف على من بنى غمدان ص ٧٨ الحاشية (٩).
(٤) ما بين القوسين ليس في حد.
(٥) با : «عشرين» والتصحيح من بقية النسخ والإكليل ٨ / ١٨.
(٤) ما بين القوسين ليس في حد.
(٦) الهمداني : الإكليل ٨ / ٣ ـ ٢٢.