ومن السّحاب معصّب بغمامة |
|
ومن الرّخام ممنطق ومؤزّر |
متلاحكا بالقطر منه صخره |
|
والجزع بين صروحه والمرمر |
وبكل ركن رأس نسر طائر |
|
أو رأس ليث من نحاس يزأر |
متضمنا في صدره قطارة |
|
لحساب أجزاء النّهار تقطّر |
والطّير عاكفة (١) عليه وفودها |
|
ومياهها قنواتها تتهدّر |
ينبوع عين لا يكدّر (٢) شربها |
|
فبرأسه من فوق ذلك منظر |
برخامة مبهومة فمتى يرد |
|
أربابه من حوله (٣) لم يعسروا |
جا قضّهم (٤) بقضيضهم إذ عاينوا |
|
نار (٥) الرّخامة في صفاها تزهر |
هذاك كان صريخهم لجموعهم |
|
من غير منبعث تعوّد يخطر |
فأزاله الدّهر الخؤون وأهله |
|
فحوتهم بعد التحارب أقبر |
ويقال : لم يزل غمدان قائما حتى هدمه فروة بن مسيك المرادي بأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقد قيل هدم في أيام أبي بكر رضياللهعنه ، وقيل : هدم في أيام عثمان رضياللهعنه ، وقيل : أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم باذان فهدمه ؛ والله أعلم أيّ ذلك كان ، وسنذكر ذلك في باب أخبار غمدان بعد هذا إن شاء الله تعالى.
ويقال : إن عامة عمارة قصبة صنعاء إنما عمّرت بنقض غمدان.
__________________
(١) الإكليل : «واقفة».
(٢) في حد ، مب ، والإكليل : «يصرد». والصرد : الشديد البرودة (المحيط).
(٣) الإكليل : «مدخولة» تصحيف واضح.
(٤) مب : «حتى يجيء قضهم» والأبيات الثلاثة التالية ليست في الإكليل.
(٥) مب : «نور».