قال : وإنما سميت تعود لأنهم عادوا منها مرة بعد مرة.
قال أحمد : تعود بالبون.
وقال وهب : إن صنعاء لمحفوظة من كل سوء ، ما أرادها أحد بسوء إلا كفي في الجاهلية والإسلام ، ورد الله كيده في نحره.
ولقد بلغني أن همدان أرادت أن (١) تغزوا صنعاء في الجاهلية فبينا (٢) هم بتعود من البون (٣) إذ أقبل ظبي فأخذه بعضهم فقال آخرون نحن أخذناه وقال الآخرون نحن أخذناه ، فاقتتلوا فوقع بينهم مقتلة عظيمة ثم تفرقوا وانصرفوا.
وروى أفلح بن كثير السراج (٤) قال : أخبرني الوليد بن سويد ، وأخبرناه الضحاك بن زمل ممن يسكن الشام وأصله من اليمن : قدم علينا واليا لبعض بني أمية ، فلقيه من لقيه (٥) من أهل اليمن فقالوا (٦) : إن أهل صنعاء قد خالفوا وتمالؤوا حين بلغتهم ولايتك ؛ أن لا تدخل صنعاء عليهم. يريدون أن يغضبوه ويجهلوه عليهم (٧) فوقع ذلك في نفسه ، وخافهم حين قالوا ذلك. فسار حتى أتى إلى الرحبة فعسكر فيها ثم خرج إليه أهل صنعاء فدخل معهم ، ودواب أهل صنعاء وخيلهم فيها ترعى ، ويروحونها دار الغرامة ، فقام في بعض الليل من كان يقوم عليها ففتح الباب ونسي الدواب فخرجت تصهل وتعدو في القرية ؛ فظنّ أنه قد أتي ، وأنه يراد على ما كان (٨) كذب عليهم عنده ، فخرج هو
__________________
(١) ليست في : حد ، مب.
(٢) س ، مب ، صف : فلما.
(٣) بعدها في حد ، س ، مب الزيادة : «فبينماهم كذلك».
(٤) حد زيادة : «أنه».
(٥) ساقطة في حد.
(٦) حد : فقال.
(٧) «يجهلوه عليهم» ساقطة في حد. و «عليهم» وحدها ساقطة في صف.
(٨) حد : «قد كذب». س : «ما كان ذكر».