ذكر محالفة همدان وأبناء فارس في عهد باذان بن ساسان
في زمن (١) كسرى بن هرمز
وذلك أنه اجتمع جماعة من الرؤساء فتشاوروا وأجمعوا (٢) على حرب باذان بن ساسان في زمن كسرى بن هرمز ، وكان اجتماعهم بمذاب من الجوف. وكان فيهم عمرو بن معدي كرب الزبيدي (٣) ، وعنبسة بن زيد الخولاني ، والحصين بن قنان بن يزيد الحارثي ، ويزيد بن عبد المدان ، وشهاب (٤) بن الحصين مع جماعة من الفرسان والأشراف ؛ فعسكروا عسكرا عظيما ، وجمعوا جمعا كثيفا ، وحلوا في أرض (٥) طمعا أن يكون معهم فلم يجبهم إلى ذلك. وبلغ ذلك باذان فخرج إليهم في خيل الأساورة من صنعاء ، وخرجت همدان في لقائه في زهاء عشرة آلاف مقاتل ما بين فارس وراجل في عدة كاملة ، وكانوا إذ ذاك أعز أهل اليمن وأكثرهم عددا وسلاحا وأظهرهم نجدة وجلدا ، وكان عمرو بن الحارث بن الحصين الشاكري وعمرو بن يزيد بن الربيع الحاشدي رئيسي القوم ، فعرضوا على باذان النّصرة والحلف ، فسرّه ذلك وسارع إليه فحالفهم وعاقدهم ، فاجتمعت ذلك اليوم رؤساء همدان جميعا ووجوههم وفرسانهم ، وكان ذلك اليوم يوما عظيم الخطر باقي الأثر كريم المشهد كثير الحاضر. فلما اجتمعوا للحلف قامت خطباؤهم فتكلم كل خطيب
__________________
(١) صف ، س : عهد.
(٢) حد ، صف : اجتمعوا.
(٣) حد : الأسدي.
(٤) ورد في الأصل با ، وفي س : شهاب الدين : ولعله طفرة قلم من ناسخيهما ، فاعتمدنا بذلك : صف ، حد ، مب.
(٥) كذا الأصل ، وفي مب : الأرض.