من الفريقين بما حضره من حرّ الكلام وجوهره يحث على الحلف والإلفة وينهى عن الافتراق والخلفة ، ورغب القوم كلهم في ذلك وسروا به جميعا وأجمعوا عليه بطيب من نفوسهم وانشراح من صدورهم على اجتماع أمورهم ، وذلك أن همدان لم تزل تميل ميل الأساورة وتنصرهم ، وكانت العرب إذا كتبت بدأت في كتبها : «باسمك اللهم» ، وكانت فارس إذا كتبت (١) [تبتدئ] «باسم ولي الرحمة والهدى (٢)» (فلما أرادوا الكتاب جمعوا الابتداءين جميعا وكتبوا نسخة بالعربية ونسخة بالفارسية. فكتبوا / باسمك اللهم ولي الرحمة والهدى) (٣) هذا كتاب ما أجمعت عليه همدان وفارس باليمن بمحضر المرزبان باذان (بن ساسان ومشاهدة الرئيسين عمرو بن الحارث وعمرو بن يزيد من بكيل وحاشد) (٤) ورضا من حضر وكفالة بعضهم لبعض عمن غاب من الحيّين جميعا. أنّا تحالفنا (٥) على عهد الله تعالى وميثاقه ، واجتماع الهوى واتفاقه ، وقتال المخالف وفراقه ، وعلى أن كل واحد منا من الحيين جميعا فيما عقد وحالف إن نكث أو (٦) خالف عما عقد وشد أو كد ؛ فعليه العهد من الله تعالى المكرر (٧) الوثيق المؤكد الشديد [أبد](٨) الأبد [الأبيد](٩) مادام والد وولد أبدا عهدا مؤكدا ما أظلت السماء ، وأقلت الغبراء ، وجرى الماء ، ونزل المطر واخضرّ الشجر ، وأكل الثمر ، وبقي البشر (١٠) ، وما بقي
__________________
(١) «إذا كتبت» في با وحدها ، والتكملة من باقي النسخ.
(٢) الأصل با : «الهداية» والتصحيح من بقية النسخ ومن سياق الخبر ؛ انظر ذلك في السطر التالي.
(٣) ما بين القوسين سقط في حد وحدها.
(٣) ما بين القوسين سقط في حد وحدها.
(٤) في حد زيادة : «جميعا».
(٥) في الأصل : وخالف. والتصحيح من بقية النسخ.
(٦) «المكرر» ليست في حد.
(٧) التكملة من : حد ، صف ، مب.
(٨) التكملة من : حد ، س.
(٩) «وبقي البشر» ليست في حد.