في البحار رنق ، وفي الأشجار ورق ، وفي الأيام رمق ، وما بقيت الرواسي الشامخات في مواضعها ، وظهرت النجوم السابحات (١) في مطالعها ، وسرحت الأنعام المسخرة إلى مراتعها. عهدا تؤكده العهود ، وحلفا تشدده العقود ، بعقد مبرم محكم شديد لا يضمحل أمره ولا يبيد خبره.
ثم بعث الله تعالى نبيه في عقب (٢) هذا الشرط وظهر دين الله وعلت كلمته ، وأنزل (٣) على من آمن بالله ورسوله يذكرهم نعمته ويعرفهم حفظه وحفظ هذه القرية المباركة ، كما حدثني أبو المؤمل عبد الله بن محمد بن عبد الله (٤) بن خلف وقرأته عليه في المسجد الجامع بصنعاء.
قال : حدثنا (٥) علي بن أحمد بن جعفر ، قال أبي : قال علي بن الحسن بن عبد الوارث : قال أحمد بن محمد بن أبي يوسف ، قال : حدثني أيوب بن سالم ، قال : حدثني محمد بن عمر الصنعاني ، قال : سمعت عبد الصمد بن معقل (٦) قال (٧) : أخبرنا وهب بن منبه ، قال : سمعت ابن عباس يقول في هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)(٨) قال : هي صنعاء اليمن ، وعلي قال وأحمد ، قال (٩) : وحدثني أيوب ، قال : حدثني أحمد بن
__________________
(١) صف : «الطالعات».
(٢) حد ، مب : «عقيب».
(٣) س ، صف : «أنزل الله».
(٤) «بن عبد الله» سقطت من صف.
(٥) حد : «حدثني».
(٦) «قال سمعت عبد الصمد بن معقل» ساقطة في س.
(٧) حد ، صف : «يقول».
(٨) المائدة ٥ / ١١.
(٩) «قال» ليست في حد.