طال رقد ، ويقلع قضبانا ويسمى حينئذ : أسلافا وينشر في موضعه حتى يجف ، فإذا جف حمل وهدر وعزل جوزه ، فيخرج منه بزر الكتان ، ويستخرج منه الزيت الحار ، ويزرع الكتان في شهر هتور ، ويحتاج الفدّان أن يبذر فيه من البزر ما بين أردب وثلث إلى ما دون ذلك ، ويدرك في شهر برموده ، ويخرج من الفدّان ما بين ثلاثين شدّة إلى ما دون ذلك ، ومن البزر من ستة أرادب إلى ما دونها ، وكانت قطيعة الفدّان منه في القديم بأرض الصعيد ، من خمسة دنانير إلى ثلاثة ، وفي دلاص ثلاثة عشر دينارا ، وفيما عدا ذلك ثلاثة دنانير.
ويزرع القرط (١) عند أخذ ماء النيل في النقصان ، ولا ينبغي تأخير زرعه إلى أوان هبوب الريح الجنوبية التي يقال لها : المريسية وأوّل ما يبذر في شهر بابه ، وربما زرع بعد النوروز ، والحراثيّ منه ، يزرع في كيهك وطوبة ، ويزرع أحيانا في هتور ويبذر في كل فدّان من ويبتين ونصف إلى ما حولها ، ويدرك الأخضر منه في آخر شهر كيهك ، ويدرك الحراثي في طوبة وأمشير ، ويتحصل من الفدّان الحراثيّ ما بين أردبين إلى أربع ويبات.
ويزرع البصل والثوم من شهر هتور إلى نصف كيهك ، ويبذر في فدّان البصل ، من نصف وربع ويبة إلى ويبة ، والثوم من مائة حزمة إلى مائة وخمسين حزمة ، ويدرك ذلك في برموده ، والبصل الذي يخرج ليزرع زريعة فإنه يزرع من أوّل كيهك إلى العاشر من طوبة ، ويخرج من زريعته ، عشرة أرادب من الفدّان ويدرك في بشنس.
ويزرع الترمس في طوبة وزريعته لكل فدّان أردب ، ويدرك في برموده ، ويتحصل من الفدّان ما بين عشرين أردبا إلى ما دونها ، وهذه هي الأصناف الشتوية.
وأما الأصناف الصيفية : فإنّ البطيخ واللوبيا يزرعان من نصف برمهات إلى نصف برموده ، ويزرع في الفدّان قدحان ويدرك في بشنس ، ويزرع السمسم في برموده وزريعته ربع ويبة للفدّان ، ويدرك في أبيب ومسري ، ويتحصل من الفدّان ما بين أردب إلى ستة أرادب.
ويزرع القطن في برموده وزريعته أربع ويبات حب للفدّان ، ويدرك في توت فيخرج من الفدّان ، من ثمانية قناطير بالجرويّ إلى ما دونها.
ويزرع قصب السكر من نصف برمهات في أثر الباق والبرش وتبرش أرضه سبع سكك ، وأنجبه ما تكامل له ثلاث غرقات قبل انقضاء شهر بشنس ، ومقدار زريعته ثمن فدّان وما حوله لكل فدّان ، ويحتاج القصب إلى أرض جيدة دمثة قد شملها الريّ ، وعلاها ماء النيل ، وقلع ما بها من الحلفاء ونظفت ، ثم برشت بالمقلقلات وهي محاريث كبار ستة
__________________
(١) القرط : نبات عشبي حولي يشبه البرسيم. الأعشى ٢ / ٤١٢.