حمامات وأسواق ، وبها قوم فيهم يسار ووجوه من النار ، وبينهما ستة عشر سقسا ، ومن منوف إلى محلة صرد وفيها منبر وحمام وفنادق ، وسوق صالح ستة عشر سقسا ، ومن محلة صرد إلى سخا وهي مدينة كبيرة ذات حمامات وأسواق ، وعمل واسع وإقليم جليل له عامل بعسكر وجند ، وبه الكتان الكثير وزيت الفجل ، وقموح عظيمة ستة عشر سقسا ، ومن سخا إلى شبر كمية وهي مدينة كبيرة بها جامع وأسواق ستة عشر سقسا ، ومن شبر كمية إلى مسير وهي مدينة بها جامع وأسواق ستة عشر سقسا ، ومن مسير إلى سنهور وهي مدينة ذات إقليم كبير وبها حمامات وأسواق ، وعمل كبير ستة عشر سقسا ، ومن سنهور إلى التخوم وهي إقليم وبها حمامات وفنادق وأسواق ستة عشر سقسا ، ومن التخوم إلى نسترو ، وكانت مدينة عظيمة حسنة على بحيرة اليشمون عشرون سقسا ، ومن نسترو إلى البرلس وهي مدينة كثيرة الصيد في البحيرة وبها حمامات عشر سقسات ، ومن نسترو إلى البرلس إلى اخنا وهي حصن على شط بحر الملح عشر سقسات ، ومن اخنا إلى رشيد وهي مدينة على النيل ومنها يصب النيل في البحر من فوهة تعرف بالأشتوم وهي المدخل ثلاثون سقسا ، وكان بها أسواق صالحة وحمام ، وبها نخيل وضريبة على ما يحمل من الإسكندرية.
وهذا الطريق الآخذ من شطنوف إلى رشيد ربما امتنع سلوكه عند زيادة النيل ، والثياب المنسوجة بالإسكندرية لا نظير لها ، وتحمل إلى أقطار الأرض ، وفي ثياب الإسكندرية ما يباع الكتان منه إذا عمل ثيابا يقال لها الشرب كل زنة درهم بدرهم فضة ، وما يدخل في الطرز ، فيباع بنظير وزنه مرّات عديدة.
ذكر فتح الإسكندرية
قال أبو عمرو الكندي : لما حاز المسلمون الحصن بما فيه ، أجمع عمرو على المسير إلى الإسكندرية ، فسار إليها في ربيع الأوّل سنة عشرين ، وقال غيره : بل سار في جمادى الآخرة منها.
وذكر سيف بن عمر : أنّ عمرو بن العاص بعث إلى الإسكندرية ، وهو على عين شمس ، عوف بن مالك ، فنزل عليها ، وبعث يقول لأهلها : إن شئتم أن نزلوا فلكم الأمان ، فقالوا : نعم ، فراسلهم وتربصوا أهل عين شمس ، وسار المسلمون من بين ذلك.
وقال ابن عبد الحكم : ويقال : إنّ المقوقس إنما صالح عمرو بن العاص ، لما فتح الإسكندرية حاصر أهلها ثلاثة أشهر ، وألحّ عليهم فخافوه ، وسأله المقوقس الصلح عنهم كما صالحه على القبط على أن يستنظر رأي الملك ، فحدّثنا يزيد بن أبي حبيب : أنّ المقوقس الرومي الذي كان ملكا على مصر صالح عمرو بن العاص ، على أن يسير من أراد من الروم المسير ، ويقرّ من أراد من الروم على أمر قد سماه ، فبلغ ذلك هرقل ملك الروم ، فسخط أشد السخط ، وأنكر أشدّ الإنكار ، وبعث الجيوش ، فأغلقوا أبواب الإسكندرية ،