صلاتها ، فدخل يوم الخميس لسبع بقين من شهر رمضان سنة أربع وخمسين ومائتين ، وخرج بغا الأصفر وهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن طباطبا ، فيما بين برقة والإسكندرية في جمادى الأولى سنة خمس وخمسين ، وسار إلى الصعيد ، فقتل في الحرب ، وحمل رأسه إلى الفسطاط لإحدى عشرة بقيت من شعبان ، وخرج ابن الصوفي العلويّ ، وهو إبراهيم بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب ، ودخل إسنا في ذي القعدة ، فنهب وقتل ، فبعث إليه ابن طولون جيشا ، فهزم الجيش في ربيع الأوّل سنة ست وخمسين ، فبعث بجيش آخر ، فواقعه بإخميم في ربيع الآخر ، فانهزم ابن الصوفيّ إلى الواح ، فأقام به ، وخرج أحمد بن طولون يريد حرب عيسى بن الشيخ ، ثم عاد ، فابتدأ في أبناء الميدان ، وقدم العباس وخمارويه ابنا أحمد بن طولون من العراق على طريق مكة سنة سبع وخمسين ، وورد كتاب ماجور بتسلم أحمد بن طولون الأعمال الخارجة عن يده من أرض مصر ، فتسلم الإسكندرية ، وخرج إليها لثمان خلون من شهر رمضان ، واستخلف طفج صاحب الشرط ، ثم قدم لأربع عشرة بقيت من شوّال ، وسخط على أخيه موسى ، وأمره بلباس البياض.
وخرج إلى الإسكندرية ثانيا لثمان بقين من شعبان سنة تسع وخمسين ، واستخلف ابنه العباس ، وقدم لثمان خلون من شوّال ، وأمر ببناء المسجد الجامع على الجبل في صفر سنة تسع وخمسين ، وببناء المارستان للمرضى ، وورد كتاب المعتمد يستحثه في حمل الأموال ، فكتب إليه لست أطيق ذلك ، والخراج بيد غيري ، فأنفذ المعتمد نفيسا الخادم بتقليد أحمد بن طولون الخراج ، وبولايته على الثغور الشامية ، فأقرّ أبا أيوب أحمد بن محمد بن شجاع على الخراج خليفة له عليه ، وعقد لطخشى بن بلبرد على الثغور ، فخرج في جمادى الأولى سنة أربع وستين ، وتقدّم أبو أحمد الموفق إلى موسى بن بغا في صرف أحمد بن طولون ، وتقليدها ماجور التركي والي دمشق ، فكتب إليه بذلك ، فتوقف لعجزه عن مقاومة ابن طولون ، فخرج موسى بن بغا ، ونزل الرقة ، فبلغ ابن طولون أنه سائر إليه فابتدأ في بناء الحصن بالجزيرة ، ليكون معقلا لماله وحرمه في سنة ثلاث وستين ، واجتهد في عمل المراكب الحربية ، وأظافها بالجزيرة ، فأقام موسى بالرقة عشرة أشهر ، واضطربت أموره ، ومات في صفر سنة أربع وستين ، ومات ماجور بدمشق ، واستخلف ابنه عليّ بن ماجور ، فحرّك ذلك أحمد بن طولون على المسير ، وكتب إلى ابن ماجور أنه سائر إليه ، وأمره بإقامة الأنزال والميرة ، فأجاب بجواب حسن ، وشكا أهل مصر إلى ابن طولون ضيق المسجد الجامع يوم الجمعة بجنده وسودانه ، فأمر ببناء المسجد الجامع بجبل يشكر ، فابتدأ ببنائه في سنة أربع وتم في سنة ست وستين ومائتين ، وخرج في جيوشه لثمان بقين من شعبان سنة أربع وستين ، واستخلف ابنه العباس ، وضم إليه أحمد بن محمد الواسطيّ مدبرا ووزيرا ، فبلغ الرملة ، وتلقاه محمد بن رافع واليها ، وأقام له بها الدعوة ، فأقرّه ومضى إلى دمشق ،