كوم الجارح ، وتمرّ من كوم الجارح ، وتجعل كيمان مصر كلها عن يمينك حتى تنتهي إلى الرصد حيث أوّل بركة الحبش ، فهذا طول مصر من جهة المشرق ، وكان يقال لهذه الجهة عمل فوق.
وحدّها الغربي : من قناطر السباع خارج القاهرة إلى موردة الحلفاء ، وتأخذ على شاطىء النيل إلى دير الطين ، فهذا أيضا طولها من جهة المغرب. وحدّها القبليّ من شاطىء النيل بدير الطين حيث ينتهي الحدّ الغربيّ إلى بركة الحبش تحت الرصد ، حيث انتهى الحدّ الشرقيّ ، فهذا عرض مصر من جهة الجنوب التي تسميها أهل مصر الجهة القبلية.
وحدّها البحريّ : من قناطر السباع حيث ابتداء الحدّ الغربيّ إلى قلعة الجبل ، حيث ابتداء الحدّ الشرقيّ ، فهذا عرض مصر من جهة الشمال التي تعرف بمصر بالجهة البحرية ، وما بين هذه الجهات الأربع فإنه يطلق عليه الآن مصر ، فيكون أوّل عرض مصر في الغرب بحر النيل ، وآخر عرضها في الشرق أوّل القرافة ، وأوّل طولها من قناطر السباع ، وآخره بركة الحبش ، فإذا عرفت ذلك ففي الجهة الغربية خط السبع سقايات ، ويجاوره الخليج ، وعليه من شرقيه حكر أقبغا ، ومن غربيه المريس ، ومنشأه المهرانيّ ، ويحاذي المنشأة من شرقيّ الخليج خط قنطرة السدّ ، وخط بين الزقّاقين ، وخط موردة الحلفاء ، وخط الجامع الجديد ، ومن شرقيّ خط الجامع الجديد خط المراغة ، ويتصل به خط الكبارة ، وخط المعاريج ، ويجاوز خط الجامع الجديد من بحريه الدور التي تطلّ على النيل ، وهي متصلة إلى جسر الأفرم المتصل بدير الطين وما جاوره إلى بركة الحبش ، وهذه الجهة هي أعمر ما في مصر الآن ، وأما الجهة الشرقية ، فليس فيها شيء عامر إلّا قلعة الجبل ، وخط المراغة المجاور لباب القرافة إلى مشهد السيدة نفيسة ، ويجاور خط مشهد السيدة نفيسة من قبليه الفضاء الذي كان موضع الموقف ، والعسكر إلى كوم الجارح ، ثم خط كوم الجارح ، وما بين كوم الجارح إلى آخر حدّ طول مصر عند بركة الحبش تحت الرصد ، فإنه كيمان ، وهي الخطط التي ذكرها القضاعيّ ، وخربت في الشدّة العظمى زمن المستنصر ، وعند حريق شاور لمصر كما تقدّم ، وأما عرض مصر الذي من قناطر السباع إلى القلعة ، فإنه عامر ويشتمل على بركة الفيل الصغرى ، بجوار خط السبع سقايات ، ويجاور الدور التي على هذه البركة من شرقيها خط الكبش ، ثم خط جامع أحمد بن طولون ، ثم خط القبيبات ، وينتهي إلى الفضاء الذي يتصل بقلعة الجبل ، وأما عرض مصر الذي من شاطىء النيل بخط دير الطين إلى تحت الرصد حيث بركة الحبش ، فليس فيه عمارة سوى خط دير الطين ، وما عدا ذلك فقد خرب بخراب الخطط ، وكان فيه خط بني وائل ، وخط راشدة ، فأما خط السبع سقايات : فإنه من جملة الحمراء الدنيا ، وسيرد عند ذكر الأخطاط إن شاء الله تعالى ، وما عدا ذلك فإنه يتبين من ذكر ساحل مصر.