ذكر أبواب القاهرة
وكان للقاهرة من جهتها القبلية : بابان متلاصقان يقال لهما : باب زويلة ، ومن جهتها البحرية : بابان متباعدان ، أحدهما : باب الفتوح ، والآخر : باب النصر ، ومن جهتها الشرقية : ثلاثة أبواب متفرقة : أحدها : يعرف الآن بباب البرقية ، والآخر : بالباب الجديد ، والآخر : بالباب المحروق ، ومن جهتها الغربية ثلاثة أبواب : باب القنطرة ، وباب الفرج ، وباب سعادة ، وباب آخر يعرف : باب الخوخة ، ولم تكن هذه الأبواب على ما هي عليه الآن ، ولا في مكانها عندما وضعها جوهر.
باب زويلة (١)
كان باب زويلة عندما وضع القائد جوهر القاهرة بابين متلاصقين بجوار المسجد المعروف اليوم : بسام ابن نوح ، فلما قدم المعز إلى القاهرة دخل من أحدهما ، وهو الملاصق للمسجد الذي بقي منه إلى اليوم عقد ، ويعرف بباب القوس ، فتيامن الناس به ، وصاروا يكثرون الدخول والخروج منه ، وهجروا الباب المجاور له ، حتى جرى على الألسنة أن من مرّ به لا تقضى له حاجة ، وقد زال هذا الباب ، ولم يبق له أثر اليوم إلّا أنه يفضي إلى الموضع الذي يعرف اليوم : بالحجارين ، حيث تباع آلات الطرب من الطنابير ، والعيدان ونحوهما ، وإلى الآن مشهور بين الناس أن من يسلك من هناك لا تقضى له حاجة ، ويقول بعضهم : من أجل أن هناك آلات المنكر ، وأهل البطالة من المغنين والمغنيات ، وليس الأمر كما زعم ، فإنّ هذا القول جار على ألسنة أهل القاهرة من حين دخل المعز إليها قبل أن يكون هذا الموضع سوقا للمعازف ، وموضعا لجلوس أهل المعاصي.
__________________
(١) زويلة : اسم قبيلة من قبائل البربر الواصلين مع جوهر القائد من المغرب. وقيل : إن زويلة اسم امرأة ويحتمل أن تكون القبيلة سميت بها وفي القاموس (زويلة ك جهينة). النجوم الزاهرة ج ٤.