باب الشعرية
يعرف بطائفة من البربر يقال لهم : بنو الشعرية ، هم ومزانة وزيارة وهوارة من أحلاف لواتة الذين نزلوا بالمنوفية.
باب سعادة
عرف بسعادة بن حيان ، غلام المعز لدين الله ، لأنه لما قدم من بلاد المغرب بعد بناء القائد جوهر القاهرة نزل بالجيزة ، وخرج جوهر إلى لقائه ، فلما عاين سعادة جوهرا ترجل وسار إلى القاهرة في رجب سنة ستين وثلثمائة ، فدخل إليها من هذا الباب ، فعرف به ، وقيل له : باب سعادة ، ووافى سعادة هذا القاهرة بجيش كبير معه ، فلما كان في شوّال سيره جوهر في عسكر مجر عند ورود الخبر من دمشق بمجيء الحسين بن أحمد القرمطيّ المعروف : بالأعصم ، إلى الشام ، وقتل جعفر بن فلاح ، فسار سعادة يريد الرملة ، فوجد القرمطيّ قد قصدها ، فانحاز بمن معه إلى يافا ، ورجع إلى مصر ، ثم خرج إلى الرملة ، فملكها في سنة إحدى وستين ، فأقبل إليه القرمطيّ ، ففرّ منه إلى القاهرة ، وبها مات لخمس بقين من المحرّم سنة اثنتين وستين وثلثمائة ، وحضر جوهر جنازته ، وصلى عليه الشريف أبو جعفر مسلم ، وكان فيه برّ وإحسان.
الباب المحروق
كان يعرف قديما بباب القرّاطين ، فلما زالت دولة بني أيوب ، واستقل بالملك : الملك المعز عز الدين أيبك التركمانيّ (١) ، أوّل من ملك من المماليك بمملكة مصر في سنة خمسين وستمائة ، كان حينئذ أكبر الأمراء البحرية مماليك ، الملك الصالح نجم الدين أيوب ، الفارس أقطاي الجمدار ، وقد استفحل أمره ، وكثرت أتباعه ، ونافس المعز أيبك ، وتزوّج بابنة الملك المظفر صاحب حماه ، وبعث إلى المعز بأن ينزل من قلعة الجبل ، ويخليها له ، حتى يسكنها بامرأته المذكورة ، فقلق المعز منه ، وأهمّه شأنه ، وأخذ يدبر عليه ، فقرّر مع عدّة من مماليكه أن يقفوا بموضع من القلعة عينه لهم ، وإذا جاء الفارس أقطاي فتكوا به ، وأرسل إليه وقت القائلة يستدعيه ليشاوره في أمر مهمّ ، فركب في قائلة يوم الاثنين حادي عشري شعبان سنة اثنتين وخمسين وستمائة في نفر من مماليكه ، وهو آمن مطمئن بما
__________________
(١) التركماني : نسبة إلى أحد أمراء بني رسول الذين استقلوا باليمن وخدموا بني أيوب بمصر وعرفوا خطأ بالتركمان مع أنهم عرب غساسنة. النجوم الزاهرة ج ٧ / ١.