وأطولها لأنها دامت عليهم مدّة عشر سنين لا يفتر يوما واحدا يحرق فيها كنائسهم ، ويعذب رجالهم ، ويطلب من استتر منهم أو هرب ليقتل ، يريد بذلك قطع أثر النصارى ، وإبطال دين النصرانية من الأرض ، فلهذا اتخذوا ابتداء ملك دقلطيانوس تاريخا ، وكان ابتداء ملكه يوم الجمعة ، وبينه وبين يوم الاثنين أوّل يوم من توت ، وهو أوّل أيام ملك الإسكندر بن فيلبس المقدونيّ خمسمائة وأربع وتسعون سنة ، وأحد عشر شهرا ، وثلاثة أيام ، وبين يوم الجمعة أوّل يوم من تاريخ دقلطيانوس ، وبين يوم الخميس أوّل يوم من سنة الهجرة النبوية ثلثمائة وثمان وثلاثون سنة قمرية وتسعة وثلاثون يوما ، وجعلوا شهور السنة القبطية اثني عشر شهرا كل شهر منها عدده ثلاثون يوما سواء ، فإذا تمت الأشهر الاثنا عشر أتبعوها بخمسة أيام زيادة على عدد أيامها ، وسموا هذه الخمسة الأيام أبو عمنا ، وتعرف اليوم : بأيام النسيء ، فيكون الحال في النسيء على ذلك ثلاث سنين متواليات ، فإذا كان في السنة الرابعة جعلوا النسيء ستة أيام ، فتكون سنوهم ثلاث سنين متواليات كل سنة ثلثمائة وخمسة وستون يوما والرابعة يصير عددها ثلثمائة وستة وستين يوما ، ويرجع حكم سنتهم إلى حكم سنة اليونانيين بأن تصير سنتهم الوسطى ثلثمائة وخمسة وستين يوما وربع يوم إلا أن الكبس يختلف ، فإذا كان كبس القبط في سنة كان كبس اليونانيين في السنة الداخلة.
وأسماء شهور القبط (١) : توت ، بابه. هتور ، كهيك ، طوبه ، أمشير ، برمهات ، برموده ، بشنس ، بؤونة ، أبيب ، مسرى ؛ فهذه اثنا عشر شهرا كل شهر منها عدده ثلاثون يوما ، وإذا كانت عدّة شهر مسري ، وهو الشهر الثاني عشر زادوا أيام النسيء بعد ذلك ، وعملوا النوروز أوّل يوم من شهر توت.
ذكر أسابيع الأيام
إعلم : أن القدماء من الفرس والصفد وقبط مصر الأول يم يكونوا يستعملون الأسابيع من الأيام في الشهور ، وأوّل من استعملها أهل الجانب الغربيّ من الأرض لا سيما أهل الشام ، وما حواليه من أجل ظهور الأنبياء عليهمالسلام فيما هنا لك ، وأخبارهم عن الأسبوع الأوّل وبدء العالم فيه ، وإنّ الله خلق السماوات والأرض في ستة أيام من الأسبوع ، ثم انتشر ذلك منهم في سائر الأمم ، واستعملته العرب العاربة بسبب تجاوز ديارهم ، وديار أهل الشام ، فإنهم كانوا قبل تحوّلهم إلى اليمن ببابل ، وعندهم أخبار نوح عليهالسلام ، ثم بعث الله تعالى إليهم هودا ، ثم صالحا عليهماالسلام ، وأنزل فيهم إبراهيم خليل الرحمن ابنه إسماعيل عليهماالسلام ، فتعرّب إسماعيل ، وكانت القبط الأول تستعمل أسماء الأيام الثلاثين من كل شهر ، فتجعل لكل يوم منها اسما ، كما هو العمل في تاريخ الفرس ،
__________________
(١) بداية أشهر السنة عند القبط هو / توت / يعني أيلول وآخر شهور السنة عندهم هو مسرى يعني : آب.