الخليفة : يمتثل أمر مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، ويثبت في الدواوين.
رتب الأمراء
كان أجل خدم الأمراء : أرباب السيوف ، خدم الباب ، ويقال لمتولي هذه الخدمة : صاحب الباب ، وينعت أوّلا بالمعظم ، وأوّل من خدم بها : المعظم خمرتاش في أيام الخليفة الحافظ ، وكان من العقلاء ، وناب عن الحافظ في مرضه ، فلما عوفي أراده على الوزارة ، فامتنع ، وله نائب يقال له : النائب ، وتسمى الخدمة فيها : بالنيابة الشريفة ومقتضاها أنها مميزة ، ولا يليها إلّا أعيان العدول ، وأرباب العمائم ، وينعت أبدا بعدي الملك ، وهو الذي يتلقى الرسل الواصلة من الدول ، ومعه نوّاب الباب في خدمته ، ويحفظهم ينزلهم بالأماكن المعدّة لهم ، ويقدّمهم للسلاح على الخليفة ، والوزير مع صاحب الباب ، فيكون صاحب الباب يمينا ، وهو يسار ، ويتولى افتقادهم ، والحث على ضيافتهم ، ولا يمكن من التقصير في حقوقهم ، واجتماع الناس بهم ، والاطلاع على ما جاؤوا فيه ، ولا من ينقل الأخبار إليهم ، ويلي رتبة صاحب الباب ، الإسفهسلار ، وهو زمام كل زمام ، وإليه أمور الأجناد ، ثم يليه حامل سيف الخليفة أيام الركوب بالمظلة واليتيمة ، ثم من يزم طائفتي الحافظية ، والآمرية ، وهما وجه الأجناد ، وهؤلاء أرباب الأطواق ، ويليهم : أرباب القصب ، والعماريات ، وهي الأعلام ، ثم زي الطوائف ، ثم من يترشح لذلك من الأماثل وكانت الدولة لا تسند ذلك إلّا إلى أرباب الشجاعة ، والنجدة ، ولهذا دخل فيه أخلاط الناس من الأرمن والروم وغيرهم ، وعلى ذلك كان عملهم لا للزينة والتباهي.
قاضي القضاة
وكان من عادة الدولة ، أنه إذا كان وزير : رب سيف ، فإنه يقلد القضاء رجلا نيابة عنه ، وهذا إنما حدث من عهد أمير الجيوش بدر الجماليّ ، وإذا كان الخليفة مستبدّا قلد القضاء رجلا ، ونعته بقاضي القضاة ، وتكون رتبته أجل رتب أرباب العمائم ، وأرباب الأقلام ، ويكون في بعض الأوقات داعيا ، فيقال له حينئذ : قاضي القضاة ، وداعي الدعاة ولا يخرج شيء من الأمور الدينية عنه ، ويجلس السبت والثلاثاء ، بزيادة جامع عمرو بن العاص بمصر على طرّاحة ومسند حرير.
فلما ولي ابن عقيل القضاء ، رفع المرتبة والمسند ، وجلس على طرّاحات السامان ، فاستمرّ هذا الرسم ويجلس الشهود حواليه يمنة ويسرة بحسب تاريخ عدالتهم ، وبين يديه خمسة من الحجاب اثنان بين يديه ، واثنان على باب المقصورة ، وواحد ينفذ الخصوم إليه ، وله أربعة من الموقعين بين يديه : اثنان يقابلان اثنين ، وله كرسيّ الدواة ، وهي دواة محلاة