بالفضة تحمل إليه من خزائن القصور ، ولها حامل بجامكية (١) في الشهر على الدولة ، ويقدّم له من الإصطبلات برسم ركوبه على الدوام : بغلة شهباء ، وهو مخصوص بهذا اللون من البغال دون أرباب الدولة ، وعليها من خزانة السروج ، سرج محلي ثقيل وراء دفتر فضة ، ومكان الجلد حرير ، وتأتيه في المواسم الأطواق ، ويخلع عليه الخلع المذهبة بلا طبل ، ولا بوق إلّا إذا ولي الدعوة مع الحكم ، فإنّ للدعوة في خلعها الطبل ، والبوق ، والبنود الخاص وهي نظير البنود التي يشرّف بها الوزير صاحب السيف ، وإذا كان للحكم خاصة كان حواليه القرّاء رجالة ، وبين يديه المؤذنون يعلنون بذكر الخليفة ، والوزير إن كان ، ثم ويحمل بنوّاب الباب والحجاب ، ولا يتقدّم عليه أحد في محضر هو حاضره من رب سيف وقلم ، ولا يحضر لأملاك ولا جنازة إلا بإذن ، ولا سبيل إلى قيامه لأحد ، وهو في مجلس الحكم ولا يعدّل شاهد إلّا بأمره ، ويجلس بالقصر في يومي الاثنين والخميس ، أوّل النهار للسلام على الخليفة ، ونوّابه لا يفترون عن الأحكام ، ويحضر إليه وكيل بيت المال ، وكان له النظر في ديوان الضرب لضبط ما يضرب من الدنانير فكان يحضر مباشرة التغليق بنفسه ، ويختم عليه ، ويحضر لفتحه ، وكان القاضي لا يصرف إلّا بجنحة ، ولا يعدّل أحد إلّا بتزكية عشرين شاهدا : عشرة من مصر ، وعشرة من القاهرة ، ورضي الشهود به ، ولا يحتمي أحد على الشرع ومن فعل ذلك أدب.
قاعة الفضة
وهي من جملة قاعات القصر.
قاعة السدرة
كانت بجوار المدرسة ، والتربة الصالحية ، واشتراها قاضي القضاة : شمس الدين محمد بن ابراهيم بن عبد الواحد بن عليّ بن سرور المقدسيّ الحنبليّ ، مدرس الحنابلة بالمدرسة الصالحية : بألف وخمسة وتسعين دينارا في رابع شهر ربيع الآخر : سنة ستين وستمائة من كمال الدين ظافر بن الفقيه نصر وكيل بيت المال ، ثم باعها شمس الدين المذكور للملك الظاهر بيبرس في حادي عشري ربيع الآخر المذكور ، وكان يتوصل إليها من باب البحر.
قاعة الخيم
كانت شرقيّ قاعة السدرة ، وقد دخلت قاعة السدرة ، وقاعة الخيم في مكان المدرسة الظاهرية العتيقة.
__________________
(١) الجامكية : الراتب الشهري.