وقال ابن الطوير : خزانة السلاح يدخل إليها الخليفة ، ويطوفها قبل جلوسه على السرير هناك ، ويتأمّل حواصلها من الكراغندات المدفونة بالزرد المغشاة بالديباج المحكمة الصناعة ، والجواشن المبطنة المذهبة ، والزرديات السابلة برءوسها ، والخود المحلاة بالفضة وكذلك أكثر الزرديات ، والسيوف على اختلافها من العربيات ، والقلجوريات ، والرماح القنا ، والقنطاريات المدهونة والمذهبة ، والأسنة البرصانية ، والقسيّ لرماية اليد المنسوبة إلى صناعها مثل الخطوط المنسوبة إلى أربابها ، فيحضر إليه منها ما يجرّبه ، ويتأمّل النشاب ، وكانت نصوله مثلثة الأركان على اختلافها ، ثم قسيّ الرجل والركاب ، وقسيّ اللولب الذي زنة نصله : خمسة أرطال ، ويرمى من كل سهم بين يديه ، فينظر كيف مجراه ، والنشاب الذي يقال له : الجراد ، وطوله : شبر يرمى به عن قسيّ في مجار معمولة برسمه ، فلا يدري به الفارس أو الراجل إلّا وقد نفذ ، فإذا فرغ من نظر ذلك كله ، خرج من خزانة الدرق ، وكانت في المكان الذي هو خان مسرور ، وهي برسم الاستعمالات للأساطيل من الكبورة الخرجية ، والخود الجلودية إلى غير ذلك ، فيعطي مستخدمها : خمسة وعشرون دينارا ، ويخلع على متقدّم الاستعمالات جوكانية مزيد حريرا ، وعمامة لطيفة.
خزائن السروج
قال في كتاب الذخائر : أخرج فيما أخرج : صناديق سروج محلاة بفضة مجراة بسواد ممسوحة وجد على صندوق منها : الثامن والتسعون والثلاثمائة ، وعدّة ما فيها زيادة على أربعة آلاف سرج ، وأخرج المستنصر من خزائن السروج : خمسة آلاف سرج كان أبو سعد إبراهيم بن سهل التستريّ دخرها له فيها ، وتقدّم بحفظها كل سرج منها يساوي : من سبعة آلاف دينار إلى ألف ، وأكثرها عال سبك جميعها ، وفرّق في الأتراك كان برسم ركابه منها أربعة آلاف سرج ، وأخذ من خزائن السيدة والدته : أربعة آلاف سرج مثلها ، ودونها صنع بها مثل ذلك. وقال ابن الطوير : خزانة السروج تحتوي على ما لا يحتوي عليه مملكة من الممالك ، وهي قاعة كبيرة بدورها مصطبة علوها ذراعان ، ومجالسها كذلك ، وعلى تلك المصطبة متكآت مخلصة الجانبين على كل متكأ ثلاثة سروج متطابقة ، وفوقه في الحائط وتد مدهون مضروب في الحائط قبل تبييضه ، وهو بارز بروزا متكئا عليه المركبات الحلي على لجم تلك السروج الثلاثة من الذهب خاصة أو الفضة خاصة أو الذهب ، والفضة ، وقلائدها وأطواقها لأعناق الخيل ، وهي لخاص الخليفة ، وأرباب الرتب ما يزيد على ألف سرج ، ومنها لجام هو الخاص ومنها الوسط ، ومنها الدون ، وهي خيار غيرها برسم العواري لأرباب الرتب والخدم ، ومنها ما هو قريب من الخاص فيكون عند المستخدم بشداده الدائم ، وجاريه على الخليفة ما دام مستخدما ، والعلف مطلق من الأهراء وأما الصاغة : فإنّ فيها منهم ومن المركبين والخرّازين عددا جمادا ثمين لا يفترون عن العمل ، وكل مجلس