مضبوط بعدد متكآته ، وما عليها من السروج ، والأوتاد واللجم ، وكل مجلس لذلك عند مستخدميه في العرض ، فلا يختل عليهم منها شيء ، وكذلك وسط قاعدتها بعدّة متوالية أيضا ، والشدّادون مطلوبون بالنقائص منها أيام المواسم وهم يحضرونها أو قيمتها فيعرض ويركب ، ويحضر إليها الخليفة ، ويطوفها من غير جلوس ، ويعطي حاميها للتفرقة في المستخدمين عشرين دينارا.
ويقال : إنّ الحافظ لدين الله عرضت له فيها حاجة ، فجاء إليها مع الحامي ، فوجد الشاهد غير حاضر وختمه عليها ، فرجع إلى مكانه ، وقال : لا يفك ختم العدل إلّا هو ، ونحن نعود في وقت حضوره انتهى.
وكان الخليفة الآمر بأحكام الله تحدّثه نفسه بالسفر إلى المشرق والغارة على بغداد ، فأعدّ لذلك شروجا مجوّفة القرابيص ، وبطنها بصفائح من قصدير ليجعل فيها الماء ، وجعل لها فما فيه صفارة ، فإذا دعت الحاجة إلى الماء شرب منه الفارس ، وكان كل سرج منها يسع سبعة أرطال ماء ، وعمل عدّة مخال للخيل من ديباج ، وقال في ذلك :
دع اللوم عني لست مني بموثق |
|
فلا بدّ لي من صدمة المتحقّق |
وأسقي جيادي من فرات ودجلة |
|
وأجمع شمل الدين بعد التفرّق |
وأوّل من ركب المتصرّفين في دولته من يخوله بالمراكب الذهب في المواسم : العزيز بالله نزار بن المعز.
خزائن الخيم
قال في كتاب الذخائر : وأخبرني سماء الرؤساء أبو الحسن عليّ بن أحمد بن مدبر وزير ناصر الدولة قال : أخرج فيما أخرج من خزائن القصر عدّة لم تحص من أعدال الخيم ، والمضارب ، والفازات ، والمسطحات ، والجركاوات ، والحصون ، والقصور ، والشراعات ، والمشارع ، والفساطيط المعمولة من الديبقيّ ، والمخمل والخسرانيّ ، والديباج الملكيّ ، والأرمنيّ ، والبهنساويّ ، والكردوانيّ والجيد من الحلبيّ ، وما أشبه ذلك من سائر ألوانه ، وأنواعه ، ومن السندس والطميم أيضا منها المفيل ، والمسبع ، والمخيل ، والمطوّس والمطير ، وغير ذلك من سائر الوحوش ، والطير والآدميين من سائر الأشكال ، والصور البديعة الرائعة ، ومنها الساذج والمنقوش في ظاهره بغرائب النقوش بجميع آلاتها من الأعمدة الملبسة أنابيب الفضة ، والثياب المذهبة ، وغير المذهبة من سائر أنواعها ، وألوانها ، والصفريات الفضة على أقدارها ، والحبال الملبسة القطن ، والحرير ، والأوتاد ، وسائر ما يحتاج إليه من جميع آلاتها وعدّتها المبطن جميعها بالديبقيّ الطميم المذهب ، والخسروانيّ المذهب ، وثياب الحرير الصينيّ ، والتستريّ ، والمضبب ، والرجيح ، والشرفيّ ، والشعريّ ،