وخمسون درهما ، وبيد الوكيل برسم المواعين والبيض والسقائين ، وغير ذلك من المؤن على ما يحاسب به ، وبرفع المحازيم خمسمائة دينار.
ووجدت بخط ابن ساكن قال : كان المرتب في دار الفطرة ، ولها ما يذكر ، وهو زيت طيب برسم القناديل خمسة عشر قنطارا : مقاطع سكندري برسم القوارات : ثلثمائة مقطع ، طيافير جدد : برسم السماط ثلثمائة طيفور ، شمع برسم السماط ، وتوديع الأمراء ثلاثون قنطارا ، أجرة الصناع ثلثمائة دينار ، جاري الحامي : مائة وعشرون دينارا ، جاري العامل ، والمشارف مائة وثمانون دينارا ، وشقة ديبقيّ ، بياض حريري ، ومنديل ديبقي كبير حيري ، وشقة سقلاطون أندلسي يلبسها قدّام الفطرة يوم حملها ليفرّق طيافير الفطرة على الأمراء ، وأرباب الرسومات ، وعلى طبقات الناس حتى يعمّ الكبير والصغير ، والضعيف والقوي ، ويبدأ بها من أوّل رجب إلى آخر رمضان.
ذكر ما اختص من صفة الطيافير : الأعلى منها : طيفور فيه مائة حبة خشكنانج وزنها مائة رطل ، وخمسة عشر قطعة حلاوة زنتها مائة رطل ، سكر سليمانيّ ، وغيره عشرة أرطال ، قلوبات ستة أرطال ، بسندود عشرون حبة ، كعك وزبيب وتمر قنطار ، جملة الطيفور ثلاثة قناطير وثلث إلى ما دون ذلك على قدر الطبقات إلى عشر حبات.
وقال ابن أبي طيّ : وعمل المعز لدين الله دارا سماها : دار الفطرة ، فكان يعمل فيها من الخشكنانج ، والحلواء ، والبسندود ، والفانيذ ، والكعك والتمر والبندق شيء كثير من أوّل رجب إلى نصف رمضان ، فيفرّق جميع ذلك في جميع الناس الخاص والعام على قدر منازلهم في أوان لا تستعاد ، وكان قبل ليلة العيد يفرّق على الأمراء الخيول بالمراكب الذهب ، والخلع النفيسة ، والطراز الذهب ، والثياب برسم النساء.
المشهد الحسينيّ
قال الفاضل محمد بن عليّ بن يوسف بن ميسر : وفي شعبان سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ، خرج الأفضل بن أمير الجيوش بعساكر جمة إلى بيت المقدس ، وبه : سكان وابلغازي ابنا ارتق في جماعة من أقاربهما ، ورجالهما وعساكر كثيرة من الأتراك ، فراسلهما الأفضل يلتمس منهما تسليم القدس إليه بغير حرب ، فلم يجيباه لذلك ، فقاتل البلد ، ونصب عليها المجانيق ، وهدم منها جانبا ، فلم يجدا بدّا من الإذعان له ، وسلّماه إليه ، فخلع عليهما ، وأطلقهما ، وعاد في عساكره ، وقد ملك القدس ، فدخل عسقلان.
وكان بها مكان دارس فيه رأس الحسين بن عليّ بن أبي طالب رضياللهعنهما فأخرجه وعطره ، وحمله في سفط إلى أجلّ دار بها ، وعمّر المشهد ، فلما تكامل ، حمل الأفضل الرأس الشريف على صدره وسعى به ماشيا إلى أن أحله في مقرّه ، وقيل : إنّ المشهد