عمارته لهذه القاعة أتردّد لشيخنا سراج الدين عمر بن الملقن رحمهالله تعالى بالمدرسة السابقية ، وبها كان يسكن ، فتعرّفت بجمال الدين منه ، وكان يومئذ من عرض الجند ، ويعرف : باستادار نحاس ، فاشتهر هناك أنه وجد حال هدمه وعمارته القاعة ، والرواق بالحدرة مكانا مبنيا تحت الأرض مبيض الحيطان ، فيه مال فما كان عندي شك أنه من أموال خبايا الفاطميين ، فإنه قد ذكر غير واحد من الإخباريين ، أن السلطان صلاح الدين لما استولى على القصر بعد موت العاضد لم يظفر بشيء من الخبايا ، وعاقب جماعة ، فلم يوقفوه على أمرها.
باب الزمرد (١) : سمي بذلك لأنه كان يتوصل منه إلى قصر الزمرذ ، وموضعه الآن المدرسة الحجازية بخط رحبة باب العيد.
باب العيد (٢) : هذا الباب مكانه اليوم في داخل درب السلامي بخط رحبة باب العيد ، وهو عقد محكم البناء ويعلوه قبة قد عملت مسجدا ، وتحتها حانوت يسكنه سقّاء ، ويقابله مصطبة ، وأدركت العامّة ، وهم يسمون هذه القبة بالقاهرة ، ويزعمون أن الخليفة كان يجلس بها ، ويرخي كمه فتأتي الناس وتقبله ، وهذا غير صحيح ، وقيل لهذا الباب : باب العيد ، لأنّ الخليفة كان يخرج منه في يومي العيد إلى المصلى بظاهر باب النصر ، فيخطب بعد أن يصلي بالناس صلاة العيد ، كما ستقف عليه عند ذكر المصلى إن شاء الله تعالى ، وفي سنة إحدى وستين وستمائة : بنى الملك الظاهر بيبرس خانا للسبيل بظاهر مدينة القدس ، ونقل إليه باب العيد هذا ، فعمله بابا له ، وتم بناؤه في سنة اثنتين وستين.
باب قصر الشوك (٣) : وهو الذي كان يتوصل منه إلى قصر الشوك ، وموضعه الآن تجاه حمام عرفت بحمام الإيدمريّ ، ويقال لها اليوم : حمام يونس عند موقف المكارية ، بجوار خزانة البنود على يمنة السالك منها إلى رحبة الإيدمريّ ، وهو الآن زقاق ينتهي إلى بئر يسقى منها بالدلاء ، ويتوصل من هناك إلى المارستان العتيق وغيره ، وأدركت منه قطعة من جانبه الأيسر.
باب الديلم (٤) : وكان يدخل منه إلى المشهد الحسينيّ ، وموضعه الآن درج ينزل منها
__________________
(١) باب الزمرد : هو إلى جانب باب العيد وكان من الأبواب الشرقية للقصر الكبير. صبح الأعشى ٣ / ٣٩٥.
(٢) باب العيد : هو باب البيمارستان العتيق سمي بذلك لأن الخليفة كان يخرج منه لصلاة العيد. وإليه تنسب رحبة باب العيد. صبح الأعشى ٣ / ٣٩٥.
(٣) باب قصر الشوك : ومكانه بالموضع المعروف بقصر الشوك على القرب من رحبة الأيدمري. صبح الأعشى ٣ / ٣٩٥.
(٤) باب الديلم : هو باب مشهد الحسين. وموضعه اليوم بوابة أثرية قديمة يعلوها مئذنة قديمة على مدخل شارع الباب الأخضر الشرقي لمسجد سيدنا الحسين (مصطلحات محمد رمزي).