القاعة : وكان من جملة القصر الغربيّ قاعة كبيرة هي الآن المارستان المنصوري ، حيث المرضى ، كانت سكن ست الملك أخت الحاكم بأمر الله ، وكانت أحوالها متسعة جدّا.
قال في كتاب الذخائر والتحف : وأهدت السيدة الشريفة ست الملك أخت الحاكم بأمر الله إلى أخيها يوم الثلاثاء التاسع من شعبان سنة سبع وثمان وثلثمائة : هدايا من جملتها : ثلاثون فرسا بمركبها ذهبا ، منها : مركب واحد مرصع ، ومركب من حجر البلور وعشرون بغلة بسروحها ولحمها ، وخمسون خادما منهم عشرة صقالبة ، ومائة تخت من أنواع الثياب ، وفاخرها ، وتاج مرصع بنفيس الجوهر ، وبديعه وشاشية مرصعة ، وأسفاط كثيرة من طيب من سائر أنواعه ، وبستان من الفضة مزروع من أنواع الشجر.
قال : وخلفت حين ماتت في مستهل جمادى الآخرة من سنة خمس وعشرين وأربعمائة ما لا يحصى كثرة ، وكان إقطاعها في كل سنة يغل خمسين ألف دينار ، ووجد لها بعد وفاتها ثمانية آلاف جارية منها بنيات ألف وخمسمائة ، وكانت سمحة نبيلة كريمة الأخلاق والفعل ، وكان في جملة موجودها نيف وثلاثون زيرا صينيا مملوءا جميعها مسكا مسحوقا ، ووجد لها جوهر نفيس من جملته قطعة ياقوت ذكر أن فيها عشرة مثاقيل.
قال المسبحيّ : ولدت بالمغرب في ذي القعدة سنة خمس وثلثمائة ، ولما زالت الدولة عرفت هذه الدار : بالأمير فخر الدين جهاركس (١) موسك ثم بالملك المفضل قطب الدين (٢) بن الملك العادل ، فلما كان في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وثمانين وستمائة ، شرع الملك المنصور قلاون الألفي في بنائها مارستانا ، ومدرسة وتربة ، وتولى عمارتها الأمير علم الدين سنجر الشجاعيّ ، مدبر الممالك ، ويقال : إن ذرع هذه الدار عشرة آلاف وستمائة ذراع.
أبواب القصر الغربيّ
كان لهذا القصر عدّة أبواب : منها : باب الساباط ، وباب التبانين ، وباب الزمرّذ.
باب الساباط : هذا الباب موضعه الآن باب سرّ المارستان المنصوري الذي يخرج منه الآن إلى الخرنشف وكان من الرسم ، أن يذبح في باب الساباط المذكور ، مدّة أيام النحر ، وفي عيد الغدير عدّة ذبائح تفرّق على سبيل الشرف.
قال ابن المأمون : في سنة ست عشرة وخمسمائة ، وجملة ما نحره الخليفة الآمر بأحكام الله ، وذبحه خاصة في المنحر ، وباب الساباط دون المأمون ، وأولاده وإخوته في ثلاثة الأيام : ألف وسبعمائة وستة وأربعون رأسا ، فذكر ما كان بالمنحر قال : وفي باب
__________________
(١) بياض بالأصل.
(٢) بياض بالأصل.