ذكر المناظر التي كانت للخلفاء الفاطميين ،
ومواضع نزههم ما كان لهم فيها من أمور جميلة
وكان للخلفاء الفاطميين : مناظر كثيرة بالقاهرة ومصر ، والروضة ، والقرافة ، وبركة الحبش ، وظواهر القاهرة ، وكانت لهم عدّة منتزهات أيضا فمن مناظرهم التي بالقاهرة : منظرة الجامع الأزهر ، ومنظرة اللؤلؤة على الخليج ، ومنظرة الدكة ، ومنظرة المقس ، ومنظرة باب الفتوح ، ومنظرة البعل ، ومنظرة التاج ، والخمس وجوه ، ومنظرة الصناعة بمصر ، ودار الملك ، ومنازل العز ، والهودج بالروضة ، ومنظرة بركة الحبش ، والأندلس بالقرافة وقبة الهواء ، ومنظرة السكرة ، وكان من منتزهاتهم كسر خليج أبي المنجا ، وقصر الورد بالخرقانية ، وبركة الجب.
منظرة الجامع الأزهر : وكان بجوار الجامع الأزهر من قبليه : منظرة تشرف على الجامع الأزهر يجلس الخليفة فيها لمشاهدة ليالي الوقود.
ذكر ليالي الوقود (١) : قال المسبحيّ في حوادث شهر رجب من سنة ثمانين وثلثمائة:وفيه خرج الناس في لياليه على رسمهم في ليالي الجمع ، وليلة النصف إلى جامع القاهرة يعني الجامع الأزهر عوضا عن القرافة ، وزيد فيه في الوقيد على حافات الجامع ، وحول صحنه التنانير ، والقناديل ، والشمع على الرسم في كل سنة ، والأطعمة ، والحلوى والبخور في مجامر الذهب والفضة ، وطيف بها ، وحضر القاضي محمد بن النعمان في ليلة النصف بالمقصورة ، ومعه شهوده ووجوه البلد ، وقدّمت إليه سلال الحلوى والطعام ، وجلس بين يديه القرّاء ، وغيرهم والمنشدون ، والناحة وأقام إلى نصف الليل ، وانصرف إلى داره بعد أن قدّم إلى من معه أطعمة من عنده وبخرهم.
وقال في شعبان وكان الناس في كل ليلة جمعة ، وليلة النصف على مثل ما كانوا عليه في رجب ، وأزيد ، وفي ليلة النصف من شعبان : كان الناس جمع عظيم بجامع القاهرة من الفقهاء ، والقرّاء ، والمنشدين ، وحضر القاضي محمد بن النعمان في جميع شهوده ، ووجوه
__________________
(١) ليالي الوقود : هي أربع ليالي في السنة وهي : ليلة أول رجب وليلة نصفه وليلة أول شعبان وليلة نصفه.
صبح الأعشى ج ٣ / ٥٧٤.