أهل السيف والقلم ، وفيه ركوب الخليفة لصلاة العيد ، وفيه تفرقة الأضاحي ، كما مرّ ذلك مبينا في موضعه من هذا الكتاب.
عيد الغدير (١) : فيه تزويج الأيامى ، وفيه الكسوة ، وتفرقة الهبات لكبراء الدولة ، ورؤسائها وشيوخها وأمرائها ، وضيوفها والأستاذين المحنكين ، والمميزين ، وفيه النحر أيضا ، وتفرقة النحائر على أرباب الرسوم ، وعتق الرقاب ، وغير ذلك كما سبق بيانه فيما تقدّم.
كسوة الشتاء والصيف : وكان لهم في كل من فصلي الشتاء ، والصيف ، كسوة تفرّق على أهل الدولة وعلى أولادهم ، ونسائهم وقد مرّ ذكر ذلك.
موسم فتح الخليج (٢) : وكانت لهم في موسم فتح الخليج وجوه من البرّ منها : الركوب لتخليق المقياس ، ومبيت القرّاء بجامع المقياس ، وتشريف ابن أبي الردّاد بالخلع وغيرها ، وركوب الخليفة إلى فتح الخليج ، وتفرقة الرسوم على أرباب الدولة من الكسوة ، والعين والمآكل والتحف ، وقد تقدّم تفصيل ذلك.
ذكر النوروز
وكان النوروز القبطيّ في أيامهم من جملة المواسم ، فتتعطل فيه الأسواق ، ويقلّ فيه سعي الناس في الطرقات ، وتفرّق فيه الكسوة لرجال أهل الدولة ، وأولادهم ونسائهم والرسوم من المال ، وحوائج النوروز.
قال ابن زولاق : وفي هذه السنة ، يعني سنة ثلاث وستين وثلثمائة ، منع المعز لدين الله من وقود النيران ليلة النوروز في السكك ، ومن صب الماء يوم النوروز.
وقال : في سنة أربع وستين وثلثمائة : وفي يوم النوروز زاد اللعب بالماء ووقود النيران ، وطاف أهل الأسواق ، وعملوا فيلة ، وخرجوا إلى القاهرة بلعبهم ، ولعبوا ثلاثة أيام ، وأظهروا السماجات والحلي في الأسواق ، ثم أمر المعز بالنداء بالكشف ، وأن لا توقد نار ولا يصب ماء ، وأخذ قوم ، فحبسوا وأخذ قوم ، فطيف بهم على الجمال.
وقال ابن ميسر : في حوادث سنة ست عشرة وخمسمائة : وفيها أراد الآمر بأحكام الله أن يحضر إلى دار الملك في النوروز الكائن في جمادى الآخرة في المراكب على ما كان عليه الأفضل بن أمير الجيوش ، فأعاد المأمون عليه أنه لا يمكن ، فإنّ الأفضل لا يجري مجراه مجرى الخليفة ، وحمل إليه من الثياب الفاخرة برسم النوروز للجهات ، ما له قيمة جليلة.
__________________
(١) سبقت ترجمته والتعريف به.
(٢) سبق التحدث عن فتح الخليج.