خطة أهل الراية : أهل الراية جماعة من قريش ، والأنصار وخزاعة ، وأسلم ، وغفار ، ومزينة ، وأشجع ، وجهينة ، وثقيف ، ودوس ، وعبس بن بغيض ، وحرش من بني كنانة ، وليث بن بكر ، والعتقاء منهم إلا أنّ منزل العتقاء في غير الراية ، وإنما سموا أهل الراية ، ونسبت الخطة إليهم لأنهم جماعة لم يكن لكل بطن منهم من العدد ما ينفرد بدعوة من الديوان ، فكره كل بطن منهم أن يدعى باسم قبيلة غير قبيلته ، فجعل لهم عمرو بن العاص راية ، ولم ينسبها إلى أحد فقال : يكون موقفكم تحتها ، فكانت لهم كالنسب الجامع ، وكان ديوانهم عليها ، وكان اجتماع هذه القبائل لما عقده رسول الله صلىاللهعليهوسلم من الولاية بينهم ، وهذه الخطة محيطة بالجامع من جميع جوانبه ، ابتدأوا من المصف الذي كانوا عليه في حصارهم الحصن ، وهو باب الحصن الذي يقال له : باب الشمع ، ثم مضوا بخطتهم إلى حمام الفار ، وشرعوا بغربيها إلى النيل ، فإذا بلغت إلى النحاسين ، فالجانبان لأهل الراية إلى باب المسجد الجامع المعروف : بباب الوراقين ، ثم يسلك على حمام شمول ، وفي هذه الخطة زقاق القناديل إلى تربة عفان إلى سوق الحمام إلى باب القصر الذي بدأنا بذكره.
خطة مهرة : بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير : وخطة مهرة هذه قبليّ خطة الراية ، واختطت مهرة أيضا على سفح الجبل الذي يقال له : جبل يشكر مما يلي الخندق إلى شرقيّ العسكر إلى جنان بني مسكين ، ومن جملة خطة مهرة الموضع الذي يعرف اليوم بمساطب الطباخ ، واسمه حمد ، ويقال : إنّ الخطة التي لهم قبليّ الراية كانت حوزا لهم يربطون فيها خيلهم إذا رجعوا إلى الجمعة ، ثم انقطعوا إليها ، وتركوا منازلهم بيشكر.
خطة تجيب : وتجيب هم بنو عديّ ، وسعد ابني الأشرس بن شبيب بن السكن بن الأشرس بن كندة ، فمن كان من ولد عديّ ، وسعد يقال لهم : تجيب ، وتجيب : أمّهم ، وهذه الخطة تلي خطة مهرة ، وفيها درب الممصوصة آخره حائط من الحصن الشرقيّ.
وخطط لخم في موضعين : فمنها خطة لخم بن عديّ بن مرّة بن أدد ، ومن خالطها من جذام ، فابتدأت لخم بخطتها من الذي انتهت إليه خطة الراية وأصعدت ذات الشمال ، وفي هذه الخطة سوق بربر ، وشارعه مختلط فيما بين لخم ، والراية ولهم خطتان أخريان ، إحداهما منسوبة إلى بني رية بن عمرو بن الحارث بن وائل بن راشدة من لخم ، وأوّلها شرقيّ الكنيسة المعروفة : بمكائيل التي عند خليج بني وائل ، وهذا الموضع اليوم وراقات يعمل فيها الورق بالقرب من باب القنطرة خارج مصر ، والخطة الثانية : خطة راشدة بن أدب بن جزيلة من لخم ، وهي متاخمة للخطة التي قبلها ، وفي هذه الخطة جامع راشدة ، وجنان كهمس بن معمر الذي عرف : بالمادرانيّ ، ثم عرف بجنان الأمير تميم ، وهو اليوم يقال له : المعشوق بجوار الآثار النبوية ، ولهم مواضع مع اللفيف ، وخطط أيضا بالحمراء.