الفصل الثالث والستون
الأضرحة المنورة لسلاطين السلف والعلماء والمشايخ والقضاة
وكبار أولياء الله والصحابة الكرام والأئمة المجتهدين فى قرافات مصر
فى الجانب الشرقى من مدينة القاهرة جبل يسمى «المقطم» لما كان هذا الجبل موضع تعبد سيدنا موسى وهارون والمسيح ـ عليهمالسلام ـ فقد وردت فى شأنه أحاديث صحيحة عن النبى صلىاللهعليهوسلم وقد رغب أمته فى فتح مصر.
وبعد الفتح فى عهد عمرو بن العاص رضى الله عنه دفن ١٧٠٠٠ صحابى جليل فى ظل هذا الجبل والآن يسمى العوام هذا الجبل «جبل الجوشى».
وعندما تبزغ الشمس فى الآفاق يمتد ظل هذا الجبل على مدينة الفسطاط أى مصر العتيقة على ضفة نهر النيل. وقد دفن فى ظل جبل المقطم هذا الكثير من أمة المصطفىصلىاللهعليهوسلم الذين وعدوا بالجنة وقد ورد عدد من الأحاديث الصحيحة فى هذا الصدد.
ـ سبب تسمية جبل المقطم بهذا الاسم :
ولفظ «المقطم» مأخوذ من «القطم» وهو القطع فسمى هذا الجبل بالمقطم لما كان منقطع الشجر والنباتات.
وجاء فى رواية أخرى أن أحد أبناء سيدنا نوح ـ عليهالسلام ـ كان يسمى «المقطم» سكن هذا الجبل فسمى باسمه. إنه جبل تغمره الأنوار وكل كهف فيه مفعم بالنور بفضل أولياء الله.
ذكر أضرحة أولياء الله والمشايخ والصلحاء الكائنة
فى جبل المقطم والتى زرتها أثناء تطوافى فى مصر
فاتح مصر أبو عبد الله عمرو بن العاص بن هشام بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر رضى الله عنه وقد بشره صلىاللهعليهوسلم بفتح مصر وقد توفى عام ( ) (١) بعد أن فتح مصر ودفن فى سفح جبل المقطم.
__________________
(١) بياض بالأصل ، وقد اختلف فى تاريخ وفاة سيدنا عمرو بن العاص ـ رضى الله عنه ـ والذى عليه المحققون أنه مات سنة ثلاث وأربعين. انظر : الإصابة (٥ / ٣).