مولد الإمام الشافعى. رحمة الله عليه
يمضى آلاف الناس لزيارته كل ليلة سبت ويختمون القرآن الكريم مئات المرات حتى مطلع الفجر شريطة أن يقوم بذلك شيوخ المذهب الشافعى. وهناك من لم ينقطعوا عن حضور هذا المولد منذ أكثر من أربعين سنة وهم كثرة.
وفى كل عام تقام سوق عظيمة ثلاثة أيام بلياليها فتصبح بليدة الإمام الشافعى بحرا زاخرا من البشر. وكم من أناس دفنوا تحت الضريح العالى ممن استشهدوا فى شدة الزحام ولا حاجة لنا للإسهاب فى هذا الباب.
وليعلم إخوان الصفا أنه ليلة إقامة المولد فى أيامنا تلك يختم القرآن الكريم أربعمائة وثلاث وعشرون مرة لأنه فى تلك الليالى يجتمع الآلاف من حفاظ القرآن الكريم ويقال إنه فى إحدى السنوات على عهد إبراهيم باشا ختم القرآن سبعمائة وأربعين مرة ، كما يقال إن أرواح جميع الأقطاب والأولياء تحضر فى تلك الليلة داخل الجامع لذا وقبل بدء المولد بخمسة أيام أو أكثر يستأجر أشراف القاهرة وأعيانها المنازل فى بليدة الإمام الشافعى بخمسة أو عشرة قروش ، ويأتون بأهلهم وعيالهم وأطعمتهم وأشربتهم ويمرحون وينعمون. ويأتى التجار بمئات من خيامهم لبيع الأطعمة والأشربة وبذلك تقام سوق عظيمة. تزين مئات الخيام من خيام الزوار بالقناديل كما تزين جميع المنارات وأسطح المنازل بمئات الآلاف من القناديل فتبدو المدينة فى كامل زينتها. وبذلك ينتهى حديثنا عن مولد الإمام الشافعى.
وقبل أن ينفض جمع المجتمعين ينطلقون إلى مولد سيدى أبى الليث على مقربة من الإمام الشافعى.
مولد تكية سيدى الشيخ أبى الليث
وهو يشبه مولد الإمام الشافعى إلى حد بعيد ، يحضره المؤلفون والمصنفون ومعهم آثار عبقريتهم ويلتقى فيه شيوخ الإسلام على المذاهب الثلاثة وتعرض جميع المؤلفات والرسائل على أهل العلم والفضلاء لقراءتها ، وإذا رأوا مؤلفا قيما ختموه ووقعوا على صفحات الكتاب مجيزين بذلك تلاوته وتداوله.