والإمام الشافعى ـ رضى الله عنه ـ مدفون فى قبر ترتفع قبته إلى عنان السماء وهى قبة حجرية زرقاء الداخل ، وداخلها مكسو بصنوف من الأحجار القيمة. وهى مزدانة من الداخل كذلك بالعديد من الثريات والقناديل النفيسة ، وقد كتب فيها بخطه كثير من الرحالة الصوفية ، وقد كتبت أنا على لوح مذهب الفاتحة. وهذه القبة مزينة إلى ذروتها بشتى التحف والبللور والزجاج الفاخر.
وفى الجهة القبلية من هذا الضريح محراب بديع الصنع مذهب ومزدان بالصدف وكأنه السحر الحلال ومفروش بالبسط الحريرية.
وهذه القبة المالية مكسوة بالرصاص. إلا أنه لا يشبه رصاصنا التركى الذى يبلغ طول اللوح منه ثلاثة أذرع. إنها رقائق من الرصاص يضرب لونها إلى الصفرة ، ويقال إن بها ذهبا. وعلم هذه القبة من النحاس الأخضر ، ويعلو هذا العلم قارب من النحاس الأخضر ويملأ خدام الضريح هذا القارب على الدوام بالقمح والشعير ، وتحط الطيور لالتقاط الحب وفى الجوانب الأربعة للقبة شبابيك من النحاس. وقد دفن خارج الضريح مئات الآلاف من العلماء والصلحاء والأئمة والخطباء ومشايخ السادات والوزراء والوكلاء وكبار الأعيان ، ولا يعرف عددهم إلا علام الغيوب.
وبما أنها مقبرة عظيمة من أولها إلى آخرها يوصى كل شخص بأن يدفن فيها وبنى له ضريحا هناك.
والإمام الشافعى مدفون فى تابوت فى الجهة الشمالية لنوافذ الضريح ، وهذا التابوت مغطى بحرير مزركش أخضر ، وأركانه الأربعة مزينة بكرات من الفضة الخالصة.
ويحيط بالتابوت سياج من خشب «الصبا» وذلك لمنع العوام من تقبيل تابوته وما يترتب على ذلك من تأذى روحه.
وعند قدم هذا التابوت وعند رأسه شمعدانات ذهبية فى طول قامة الإنسان ، وفى كل منها شمع كافورى. وزين التابوت بأعلام مختلفة الألوان ، وعند رأسه الشريف عمود اسطوانى الشكل من الرخام الأبيض ، طوله طول قامتى إنسان. كتب على هذا العمود بخط الثلث المذهب على خلفية لازوردية ما نصه :