وبالقرب من قنطرة الليمون ضريح الشيخ محمد العنانى ، وعلى مقربة من درب الجماميز قبر الشيخ صفى قدسسره. إنه قطب عظيم وأتباعه من المتصوفة لا يحصون كثرة ، ويوزع من قبره الأطعمة على الغادى والرائح ، وهو مدفون كذلك فى جامعه وفى حرم تكيته شجرة نبق عظيمة.
مزار الشيخ الشعراوى
يوجد بالقرب من باب الشعرية ، وهو من الأقطاب ، ومدفون فى جامعه ، ومناقبه لا تقع تحت حصر ، ومؤلفاته تربو على ألف مجلد ومنزلتها لا تسامى فى علم التصوف. وكتاباه «طبقات الشعراوى» و «ميزان الشعراوى» زينة الدنيا.
وضريحه يزوره العوام والخواص.
مزار السلطان أيبك التركمانى
يوجد فى حى الخلالين بالقرب من سوق الغنم ، وهو على الطريق العام ، ولا قبة له إلا أن ـ جوانبه الأربعة محاطة بجدران من الرخام الأبيض. وعلى الرخام كتابات بنمط من الخط الكوفى يعجز علماء فاس ومراكش عن قراءتها ، وهو خط بديع الزينة.
والسلطان أيبك هو زوج شجرة الدر التى أوقفت الكسوة السوداء الحريرية للكعبة ، وكان لها الملك فترة من الزمن ، وكانت ملكة عظيمة الشأن. واقتضت حكمة الله أن يكون الملك لأيبك على أثر تفشى الثورة. واتفق ذات يوم أن نقمت شجرة الدر على أيبك ، وبينما كان أيبك يغتسل فى الحمام انتهزت شجرة الدر هذه الفرصة فأمرت جواريها بأن يعملن السيف فيه فى غفلة منه وقد أثخنته الجراح فى عدة مواضع من جسمه ولما كانت شجرة الدر سفاحة تحب رؤية الدماء كانت تسترق النظر إليه وهو يضرب بالسيوف من ثقب زجاجى فى أعلى قبة الحمام ، بيد أن أيبك التركمانى كان شجاعا فجذب السيف من يد إحدى الجوارى وكان عارى الجسم تماما ، وما أن رأت شجرة الدر أيبك يثخن القتل فى جواريها وينجو بادرت بالفرار بكل ما أوتيت من قوة من فوق قبة الحمام فهوت بها لفرط بدانتها وسقطت أمام أيبك التركمانى مدرجة فى دمائها وسرعان ما قتلها أيبك وهو يصب عليها اللعنات. ومات أيبك كذلك متأثرا