المستنجد بالله فأخذه شديد الأسى وأرسل برهان الدين المغولى خليفة آق شمس الدين ومعه سترا مزركشا من مال الغزو وبه ستر تابوته الشريف وهو مستور إلى يومنا هذا به. إنه ستر بديع الصنع منقطع الشبيه.
مشهد المتوكل على الله عبد العزيز بن يعقوب بن المتوكل على الله
آلت إليه الخلافة عام ٨٨٤ ، وبقى فيها تسعة عشر عاما ، وفى عام ٩٠٣ على عهد السلطان قايتباى توفى السلطان الناصر محمد (١) والمتوكل فى اليوم نفسه ودفنوا المتوكل بجوار السيدة نفيسة ، أما السلطان محمد فدفنوه فى مصر العتيقة.
إلا أن المتوكل هذا كان خليفة بلغ من الكبر عتيا حتى إنه أدرك عهد السلطان سليم فاتح مصر وطابت صحبته وانعقدت بينهما أواصر الألفة واصطحبه إلى اسطنبول ونزل المتوكل ضيفا على قصر بيرى باشا ، وقضى الله بأن يموت السلطان سليم ، فانعقدت بينه وبين سليمان مودة وألفة.
نمى إلى المتوكل نعى أبيه من مصر فأذن له سليمان بأن يكون خليفة فى مصر ، وقبل يده أمام الشيخ أبى السعود ، وعين بلاق مصطفى باشا قائد أسطول عظيم ، فقدم مع المتوكل من اسطنبول إلى الإسكندرية وألقت السفينة مرساتها بعد سبعة أيام فى الإسكندرية ودخل القاهرة بعد ذلك بيومين واستقبله داود باشا والى مصر ومضى به إلى قلعة الكبش فى موكب عظيم حيث عرش أسلافه واستوى المتوكل على سرير الخلافة ودامت خلافته ثلاثة وعشرين عاما وأدركته الوفاة عام ٩٠٥ فى عهد داود باشا ودفن بجوار السيدة نفيسة.
وبوفاة المتوكل هذا انقرض من كانوا بمثابة خلفاء بنى العباس فى مصر ، وعددهم سبعة عشر خليفة ودامت خلافتهم ( ) (٢) سنة.
إلا أن خلفاء مصر من بنى العباس كانوا فى منزلة شيخ الشيوخ وكانت الخطبة والسكة باسمهم إلا أن أزمة الحكم كانت فى يد سلاطين الجراكسة وكانوا يدبرون
__________________
(١) مات مقتولا فى ١٥ ربيع الأول سنة ٩٠٤ ه ، والله أعلم.
(٢) بياض فى الأصل.