مشهد طومانباى والسلطان محمد ابن السلطان الغورى
إنه السلطان طومانباى الذى حارب السلطان سليم ، ولقد لقى السلطان الغورى حتفه فى حربه مع السلطان سليم ، فخلفه ابنه السلطان محمد وهو قاصر ، وما كانت له الحنكة والدراية بفنون الحرب ، ولذلك تمرد عليه الجند وخلعوه وأحلوا محله السلطان طومانباى.
وقد سبق لطومانباى أن حارب سليما فى اثنين وأربعين معركة إلا أن الهزيمة لحقت به فى النهاية وولى هاربا وقبض عليه فى جبال صعب بالفيوم بعون بعض عرب البحيرة وصلبه سليم على باب زويلة فانتهت الفتنة والفساد ولكن أدركت سليم الرحمة عليه فأمر بغسل جثمانه وشيعه حتى العادلية. وإلى جوار طومانباى دفن السلطان محمد بن الغورى ، وفى عام ٩٢٢ كتب تاريخ وآية الكرسى على تابوته الرخامى.
مزار الشيخ ذى النون المصرى
دفن فى ضريح مستقل بالقرب من ضريح الشيخ عقبة الجهينى فى ظل جبل المقطم. ولد ذو النون المصرى فى شرق مدينة أخميم وكان قبطيا من خواص المقوقس ملك مصر ، وقد أوفده المقوقس مبعوثا من قبله ومعه جاريتان إحداهما السيدة مارية وهى أم إبراهيم ابن النبى (صلىاللهعليهوسلم) وبغلة وسيف.
وقد أهدى النبى (صلىاللهعليهوسلم) السيف والبغلة المسماه «دلدل» وهما هدية المقوقس إلى سيدنا على كرم الله وجهه ، والسيف الذى أهداه هو سيف المقوقس واسمه «ذو الفقار» ، وأهدى إحدى الجاريتين إلى الشاعر حسان بن ثابت وقد أنجبت له ولده الأكبر عبد الرحمن بن حسان.
وعند ما أوصل ذو النون هذه الهدايا إلى النبى صلىاللهعليهوسلم لم يقو على كبت محبته للنبى صلىاللهعليهوسلم فأسلم من أعماق قلبه ودخل فى زمرة الصحابة الكرام وأصبح شيخا لمهرة الأطباء ، وبلغ مبلغ فيثاغورث التوحيدى فى علم الطب ، وكان عالما شاعرا ، وتلقى تعاليم التصوف على يد على بن أبى طالب ، وتضلع من العلم اللدنى ، وسلسلة الأطباء تنتهى إليه.
وفى عهد خلافة عمر نازعته نفسه إلى وطنه فمضى مع عمرو بن العاص واستشهد فى فتح مصر ، ودفن فى تراب مسقط رأسه فكل شىء يرجع إلى أصله.