ذكر مناقب الشيخ السادات (أبو التخصيص)
وسيدى الشيخ السادات أبو التخصيص شيخ رفيع المنزلة ، لذا لا يتخلف أحد من العلماء والصلحاء والأعيان والأشراف عن زيارته قط ، فهم منجذبون إليه إلا أنهم عند ما يحضر إلى تكية أجداده ليلة المولد يأتى وفى معيته ألف أو وألفين من المشايخ الكرام ويستوى الشيخ أبو التخصيص على سرير خلافته وقد أصبح الضريح نورا على نور من مئات الآلاف من القناديل وشمع الكافور ، وعندما يتلو ألفان من المشايخ أوراد السادات فى صوت واحد يغيب المرء فى نشوة الوجد ، وينصرف عن الدنيا وما فيها ، ويغمر النور وجهه وقلبه ، وفى تلك اللحظة يسأل الشيخ عن اسم أو من قبل يديه فيكنيه بكنية ويلف عمامة الرضا ـ التى يبلغ طولها أكثر من ذراعين ـ حول عنقه وبذلك يمنحه الإجازة ويعتبره فى عداد المتصوفة.
وفى كل مولد يقام يلف الشيخ عمامة الرضا حول عنق أكثر من ثلاثة آلاف رجل ويخلع على كل واحد منهم لقبا. يا لها من حكمة عجيبة. وليس لأحد أن يتنازل عن كنيته التى منحها الشيخ له ، وفى عهد خلافته لم يخلع لقبا واحدا على شخصين وهذا سر إلهى عجيب وكان يخلع هذه الألقاب على مريده بإلهام ربانى ، وقد منحنى كنية هى «أبو الصفا» وببركة نفسه المبارك أنعم بالصفاء والطمأنينة ، وقد لف حول عنقى شالا كشميريا ومنح بعض الأشراف كذلك الشال اللاهورى والشال الكيلانى ودعا لنا بكل خير.
وكان الشيخ إذا ما رأى شخصا كناه بكنية منذ عشرة أعوام ناداه بكنيته قائلا :
يا أبا الوفا أو يا أبا العال. فما أقوى حافظته التى لها مرتبة القداسة ، وكان إذا خلع عمامة الرضا على شخص وجاء إليه هذا الشخص ثانية خلع عليه أخرى وهذا بذل عظيم للمال كذلك.
وجملة القول أنه لا يمكن الوقوف على حقيقة أمر هذا الشيخ بأى حال من الأحوال.
وفى كل عام يمضى كل من هؤلاء السادات بثلاثمائة من الجمال وأكثر من خمسمائة خادم إلى الكعبة الشريفة ويتصدقون بجزيل الأموال ويعودون بسلام.