(لتضاء القناديل فى جميع المنائر ليلة عاشوراء (أى الليلة الثانية عشرة من شهر المحرم ولتزين جميع الأسواق والحوانيت ليل نهار بالقناديل كذلك) وأمر الدلالين أن ينادوا بذلك ولإقامة المولد داخل المشهد الحسينى قدم عبد الرحمن باشا ستة آلاف پاره وعمامة خضراء وأوقية من العود وقنطارا من شمع الكافور.
وإلى الآن يقام هذا المولد من أوقاف عبد الرحمن باشا وجميع الأشراف وأهل القاهرة يدعون له بالخير.
قاعدة حسنيات القاهرة
بحلول اليوم الحادى عشر من شهر محرم ليلة مولد الإمام الحسين يجتمع عدة آلاف من يهود القاهرة ، كل ثلاثة فى مكان وفى أيديهم زنابيل ، وأثناء بيعهم ما فيها من عطور وبخور يصيح الثلاثة فى صوت واحد وتبلغ صيحاتهم عنان السماء وتتردد داخل الأسواق والحوانيت. وهذه عادة قديمة ، ويعطر بخورهم وعطورهم القاهرة حتى الثانى عشر من شهر محرم. إنها ظاهرة ذات مغزى.
وعلاوة على هذه الموالد يقيم أصحاب الخيرات عدة آلاف من الموالد فى بيوتهم ومساجدهم وزواياهم. وإقامة المولد الشريف فى جميع البلاد فى شهر ربيع الأول ولكن فى القاهرة يقام آلاف الموالد فى جميع شهور السنة ويحتشد فيها كثرة من الناس.
وفى بعض الأحياء يقام فى الليلة الواحدة أكثر من خمسة موالد. ويبذل أهل القاهرة المال الجزيل لفرط محبتهم للنبى صلىاللهعليهوسلم ، لذا أصبح لهم ذائع الصيت بإقامة المولد الشريف.
وبعض الموالد سالفة الذكر يقام بمرسوم من الباشا وبعضها الآخر يقام حسب مراسم الشيوخ ولقد عرفت مئات الموالد غير التى تحدثت عنها ولكن تعذر على الحديث عنها كلها ، لذا اكتفيت بما ذكرت منها. وحضرت معظم الموالد الشريفة المقامة خارج القرى والقصبات والتى تقام طبقا لمرسوم الباشا وسوف نذكر كل منها على قدر طاقتى فى موضعه.