ومن العجائب التى رأيناها هناك : أن الثعابين الموجودة مع لاعبى الثعبان كبيرة وضخمة للغاية ، تخيف الإنسان ، والعجب أن لكل ثعبان منها اسم إذا ما قام صاحبه بالنداء عليه ، فإنه يأتيه ، وإذا نادى على ثعبان ما باسمه وأخطأ ثعبان آخر وأتى بدلا منه ، يعاقبه صاحبه ، وقد أتى أحد الدراويش البدويين فى الميدان وأخرج ثعبانا كبيرا من جعبته ، وعندما كان يناديه باسمه يتحرك ، كأنه يفهم الكلام ، وعندما يشير إليه بالرقص يرقص ، وبينما كان هذا الدرويش يقوم بملاعبة الثعبان أمام الناس ، جاء أحد مريدى البدوى ، ونظر إلى الثعبان وقبض عليه بيده ، ووضعه فى فمه وأكله ، وعندما رأى الدرويش صاحب الثعبان هذا الأمر ، أخذ يصيح ويقول أيها المسلمون ، هل يجوز ذلك؟ لقد علّمت ثعبانى هذا طوال عشر سنوات كاملة حتى أصبح يفهم كل شىء ، وأتعيّش منه أنا وأبنائى ، فهو يغنينا عن السؤال ، واحتكم الاثنان إلى القاضى ، فقال الدرويش صاحب الثعبان ، يا مولانا لقد ظللت أعلم ثعبانى هذا عشر سنوات ، أتعيّش منه أنا وأبنائى ، ثم جاء هذا الرجل وأكله ، فما ذا أنا فاعل؟
فقال القاضى للرجل : لماذا أكلت الثعبان؟ فقال : يا مولاى وجدته ثعبانا سمينا لطيفا ، وكنت جائعا.
فقال القاضى للدرويش : كم تريد ثمنا لثعبانك؟
فقال الرجل : أريد عملة ذهبية.
فدفع الرجل العملة الذهبية ، وسار وهو يمسح فمه.
عجيبة أخرى
كان يوجد أيضا أحد الدراويش التابعين للبدوى يرتدى جبة صوف ، يلعب بالديك فى هذا الميدان. كان هذا الديك ذا عرف أحمر على رأسه ودائما كان الديك يجلس على رأس هذا البدوى. وإذا ما جاء شخص وأعطى للديك پارة يقوم الديك بضرب جناحيه ويصيح ، ولكن لم أستمع إلى صياحه. ثم يقول له يا فرخ وحد الله فيقول الديك بضرب جناحيه ثلاث مرات ويقول بصوت عال لا إله إلا الله محمد رسول الله. والله أعلم.