الله الواسطى وهو من بغداد. وعلى مقربة من مصطبة الجريد الواقعة أمام قصر الكاشف يوجد ضريح مدفون به شيخان هما الشيخ على العجمى والشيخ منصور الأندلسى وهذان الشيخان هما اللذان بشّرا الأمير بأنه سيموت ثم يحيى بعد سبعة أيام ثم يعيش سبع سنوات ، وقد قام الأمير ببناء ضريح لهما ، وقد تهدم الضريح ، ولم يبق منه حاليا إلا بعض أطلاله فقط ، وهو مزار للعام والخاص ، قدّست أرواحهم.
وفى الجهة الجنوبية المقابلة لضريح الشيخ عبد الوهاب الجوهرى يوجد ضريح أبيض مدفون به السيد عثمان الصيادى ، وبالمدينة قبر الإخوة الثلاثة ، وهم الشيخ علامة والشيخ ديان والشيخ عمر ولكل منهم ضريح بالقرب من بعضهم البعض ، والمشهور عن تلك المحلة أن اللصوص لا يدخلونها ، فأبوابها دائما مفتوحة ، والعجيب فى ذلك أنه لو تجرأ لص على المرور من أمام تلك الأضرحة ، فإن قدميه لا تتحرك ، ويقع ضريح الشيخ السيد محمد العجمى بزاوية أبو حمزة بالسوق ، وفد هذا الشيخ مع ابنه من بلاد العجم ، وله مناقب كثيرة مدونة فى مناقب الأولياء ، وبالمدينة أيضا ضريح الشيخ سيدى يوسف وهو من طائفة الجند ، وبالسوق ضريح الشيخ السيد عبد الرحمن ، وبالقرب من الجامع الكبير يقع ضريح الشيخ السيد عبد الرحمن السويدى ، وهو سلطان عظيم وفد مع ابنه أيضا من كردستان من بلدة سويد ، وقرأنا الفاتحة لكل شيخ منهم ، وطلبنا المدد من أرواحهم الطاهرة ، بعد ذلك حصلنا على البراءة من ميرزا أغا كاشف منوف ، ومنحنا خمسة آلاف عملة ذهبية ، وخمسة خيالين ، ثم سرنا شمالا من تلك المحلة لمسافة ثلاث آلاف خطوة ، فبلغنا قصبة الأبيار ، وسبب تسميتها بهذا الاسم ، أن تلك المنطقة كانت فى عهد الملكة دلوكة بلا ماء ، فقامت الملكة بحفر آلاف من آبار المياه ، لذا سميت بمحلة الأبيار ، ثم قامت الملكة بتسيير خليج من النيل إلى تلك المحلة ، وهى مدينة عامرة ، تقع فى أراضى منوف ، ولها ملتزم ، وقضاء شريف مائة وخمسين أقچة ، ولها مائة وخمسين قرية تتبعها ، يتحصل منها عشرة أكياس مصرية ، وتقع تلك المحلة على ضفاف ترعة النيل ، وبها الحدائق والبساتين ، وقد أهملت بمرور الأيام ، ولكن عندما كان الحقير هناك فى عام ١٠٨٣ ه كان العمران فى أربعين أو خمسين ناحية ، عمّرها الله ، وبها تسع محلات ، وأربعون محرابا ، ثلاثة منها جوامع جامعة ، والباقى مساجد صغيرة ، تلك الجوامع هى : الجامع الكبير ويقع بالقرافة الكبرى على مقربة من