المنازل التى مررنا بها فى طريقنا إلى دمنهور
عبرنا غربا من بلدة الرحمانية حتى وصلنا إلى بلدة الداودية وهى قرية عامرة بها مائة منزل وجامع وبها ضريح الشيخ عطا الله السنهورى وهو بين الأشجار على الطريق العام وقد قرأنا الفاتحة لروحه ثم سرنا ناحية الغرب فى صحراء كبيرة فوصلنا إلى بلدة السنهورية وهى قرية تقع فى أراضى البحيرة فى وسط الصحراء بها ثلاثمائة وعشر منازل وجامع على هضبة مرتفعة ثم سرنا غربا فى الصحراء على ضفاف ترعة الملك الأشرف فوصلنا إلى دمنهور.
أوصاف المدينة القديمة دمنهور
يطلقون عليها خطأ دمنهور من كلمة دم نهور وسبب تسميتها بهذا الاسم أنه عندما فتح عمرو بن العاص مصر فى عهد عمر بن الخطاب وبعدها بسبع سنوات أرسل عمرو ثلاثة آلاف جندى للبحيرة لتأمين مسيرة الحجاج المغاربة فقام الملك قوطيس القبطى أخو الملك المقوقس بحصار البحيرة ودارت الحرب بينه وبين جند المسلمين لمدة سبعة أيام صارت الدماء فيها مثل الأنهار فأطلق عليها بعد الفتح دم نهور وأصبح يقال عليها خطأ دمنهور ، ولا توجد حكومة تملك إيالات كثيرة أكثر من دمنهور فى أقاليم مصر فتمتد حدودها حتى الجنوب إلى الصعيد وإلى طرابلس وإلى الجبل الأخضر وإلى الواحات ويلزم لها كاشفون ذوى جرأة وشجاعة يعملون على الضبط والربط لشتى صنوف الأهالى الموجودين فى تلك البقعة الواسعة.
ويحصل منها مائتى كيس وبها ثلاثمائة وستون قرية تابعة لها ولحاكمها خمسمائة جندى من الخيالة وخمسمائة مسلح بالبنادق وهذا أقل ما يكون بجانب حاكم إيالة دمنهور والسبب فى ذلك العربان العصاة الذين يأتون من الجبل الأخضر وهم قبائل الجندارى وهم يمتلكون عشرة آلاف جندى وقبائل بهجة ويمتلكون نفس العدد وقبائل البدو ولا يعلم عددهم إلا الله ، وقبائل أولاد رجعيم ابن سيدنا سليمان وبها ثمانية آلاف بدوى ، وقبائل بنى عون ، وعندهم سبعة آلاف جندى وقبائل بنى نخمة وعددهم