منزل بالطوب اللبن تقع بين أشجار النخيل وهى بيوت فلاحين ويسكن بها المغاربة ، كما يسكنها بعض من قبائل بهيجة وضارى والحضرى ، وقد كان يوجد بها قديما ألف وخمسمائة محراب للصلاة لم يبق منها الآن سوى أحد عشر محرابا فقط ولكن بوسط المدينة يوجد جامع ابن عيسى لا يوجد فى أقاليم مصر مثله لقد شيد على قدر كبير من المهارة والحرفة وتأسس هذا المسجد من الحجارة المنحوتة فى غاية الإبداع كأنها مصنوعة بأيدى أمهر صناع فى حرفة الحفر ، ولا يوجد جامع بخلاف هذا ، وللجامع مئذنة عالية من ثلاث طوابق ، وبالمدينة حمام هو حمام الأمير عيسى لا يوجد نظيره إلا حمام الأمير عثمان فى مدينة منفلوط ، وبها خمسون حانوتا ولكن كل شخص يقوم بالبيع والشراء فى منزله ، لذا فكل الحوانيت الموجودة بها ثلاثمائة وستون حانوتا وخلاصة الكلام أن معظم عمران مدينة حوش عيسى من خيرات الأمير ابن عيسى المذكور ، ولا توجد بمدينة حوش عيسى حدائق أو بساتين إلا أشجار النخيل ، وكل مياهها مياه آبار لذيذة الطعم لأن كل تلك الآبار بيضاء وتوجد ثلاثة آلاف منزل مبنية بالخوص والتراب والكليم والخيام بين غابات النخيل ، كل أهالى تلك المنازل مسلحين ولا يستطيع أشقياء قبائل بهيجة وضارى التغلب عليهم أبدا فهم قوم فى غاية الشجاعة ولا متلاكهم إبل وغنم بأعداد كبيرة فإنهم يشتغلون بمهنة نسيج الصوف والوبر ، والناحية الجنوبية والغربية لهذه المدينة لا يوجد بها عمران ولم تكن عامرة أساسا ، وامتداد تلك الأماكن حتى طرابلس وفاس ومراكش والمغرب صحراء ولكن بالجبل الأخضر توجد بعض الأراضى الموجود بها أشجار ، ومياهها وطقسها لطيف لا يمكن وصفه ، ويقيم بتلك المناطق آلاف من عربان القبائل.
مناقب المجاذيب
من المجاذيب المشهورين فى مدينة حوش عيسى الشيخ على البشبيشى والشيخة مباركة خاتون وهما شخصان لهما كرامات ويقال أنهم كانوا يشاهدون الشيخة مباركة فى الجزائر وتونس وأنه كلما يذهب الشيخ البشبيشى إلى أى مكان كانت تذهب