الشيخة مباركة إليه إن الخيل لا تستطيع أن تلحق بها بل أنها كانت تذهب مع الجند فى الحملات.
فى بيان مدينة العقاب
سرنا خمس أيام بلياليها غرب مدينة حوش عيسى مع تجريدة من جند قبيلتى بهيجة وحنادى فوصلنا إلى مدينة خاوية ، إنها مدينة تثير الدهشة والحيرة بها آثار كثيرة لأقبية وقباب لا يعلم عددها إلا الله إنها حقيقة مدينة العقاب فكلها بوم وغربان وفى شدة الشتاء يقيم بها المجاذيب والضعفاء والمغاربة ، وهذه المدينة من بناء الملك خربتا بناها بعد الطوفان ، ويقال إن معز الدين من ملوك الفاطميين قام بتخريب المغرب عام ٣٤٧ ه ويوجد بأطلالها حاليا آلاف الأشياء والأحجار الكريمة ، وتبتعد مدينة أو جليه التى يستخرج منها تبر الذهب بمقدار خمسة مراحل عن مدينة عقاب ، ولكن الحقير لم يصل إليها وذلك لأن عربان الحناوى انهزموا ودخلنا مصر مرة أخرى سالمين غانمين وقد شاهد الحقير هذه المدينة ورجع الحقير مع سبعة أو ثمانية من فصافة إلى دمنهور ، فى أربع ساعات ، وأقمنا فى قصر الكاشف وفى اليوم التالى اتجهنا صوب الشمال من مدينة دمنهور مع جنود الفرقة السابعة وكل أعيان المدينة وكاشف البحيرة محمد أغا فوصلنا إلى بلد جبل قاسم بك ، ومنها إلى بلدة بصطره وهى لمصطفى أغا الدمنهورى ومنها إلى بلد زرقون ، ومنها إلى بلد زاوية الغزال ، ومنها سرنا ساعتين فى قرى عامرة حتى وصلنا إلى بلد الناصرية ، وبها مائتان وخمسين منزلا وجامع ولها قرية عامرة من أوقاف السلطان الناصر ، ومكثنا فى هذا المكان مع كل الجنود ، وبدأ الجنود والرجال فى إصلاح ترعة الإسكندرية ، وقد ظل الجند وآلاف الرجال يعملون لمدة أسبوع كامل حتى تم إصلاح الترعة وبدأت مياه النيل تصل إلى مدينة الإسكندرية مرة أخرى ، وأقام الكاشف لذلك احتفالات عظيمة حيث ذبح أربعين شاة وخمسة من الإبل وذلك لأن وصول مياه النيل إلى الإسكندرية كان يعنى إحياء بندر مدينة الإسكندرية وبندر الإسكندرية يحصل سنويا ثلاثمائة كيس مصرى وإذا تعطل الجمرك فإنه يؤمر بقتل كاشف البحيرة لذا يؤمر كاشف البحيرة بتعمير تلك الترعة ، ويسجل لتلك النفقات أربعين كيسا مصريا سنويا ،