فوصلهم هناك رسالة من عمر بن الخطاب يقول لهم فيها : «إذا كنتم قد دخلتم أرض مصر فسيروا على بركة الله وإن لم تكونوا قد وصلتم بعد فعودوا حتى تلاقوا الخوارج فى عمان» وعلى الفور قام عمرو بن العاص بسؤال الأهالى هل هذه المدينة ـ يقصد العريش ـ من أرض مصر ، فقالوا نعم ، فأرسل عمرو رسالة إلى ابن الخطاب يقول له فيها أنهم وصلوا أرض مصر وأنهم يعتزمون فتحها ، وقام عمرو بن العاص بفتح عدة قلاع ثم حاصر قلعة الإسكندرية واستمر الحصار تسعة أشهر كانت حربا عظيمة ، وعندما توفى الملك حزقيل فى عام ١٩ ه وجد الكفار أنفسهم محاصرون فى القلعة من ناحية البحر فأرسلوا الرسائل إلى الروم يستنجدون بهم فى تلك اللحظة كان جنود الإسلام يدخلون القلعة من الأماكن التى تهدمت من أسوارها بفعل المنجنيق ، وتم فتح تلك القلعة الحصينة يوم الجمعة من شهر المحرم عام ٢٠ ه وكانت الغنائم تنقل بالإبل فقد كان نصيب كل جندى أربعين ألف عملة ذهبية أما الأسرى وسائر الغنائم الأخرى فلم يكن يعلم حسابها إلا الله ، وقد أرسل عمرو بن العاص الرسائل إلى عمر بن الخطاب بالمدينة يبشره بهذا الفتح العظيم ، فقام عمر بن الخطاب بإرسال عشرين ألف جندى إلى عمرو مددا له وقام عمرو بحصار مصر القديمة وقد ذكر ذلك بالتفصيل قبل ذلك.
فى بيان سبب دمار منارة الإسكندرية
دخلت الإسكندرية تحت حكم ملوك كثيرين ، ثم دخلت الحكم الإسلامى فى عهد عمر بن الخطاب وآلت من بعد الخلفاء الراشدين إلى الأمويين وكانت الإسكندرية فى عهدهم فى غاية العمران فقد أصبحت كل الأمم المسيحية فى ذلك الوقت ضعيفة لضعف ملوكهم وتكالبهم على الدنيا وحرصهم عليها ، لذا فتح الأمويون بلدانا كثيرة ، حتى أنهم أرسلوا الجيوش للقسطنطينية وأسبانيا وتسنى لهم فتح غالاطة فى استانبول ورومانيا وأسبانيا ، إلا أن آخر ملوك الكفار سلك طريق الحيلة ضد عبد الملك بن مروان فقد أرسل هذا الملك رسالة إلى الشام إلى عبد الملك مع سفير من سفرائه ، وبينما كان