خان معديّة لشتوم
وركبنا فى سفينة وعبرنا إلى الجانب الآخر ، فوجدنا خانا عظيما ، وكان ثمة ضابط من قبل حاكم البحيرة يراقب السفن القادمة ويفتش القادمين والعائدين ، وكان يقيد اللصوص منهم ، وكان يتولى هذه المهمة خمسون أو ستون من الجند ، وهناك نزلنا ضيوفا فى خان من أوقاف محمد باشا فى رشيد وهو خان عظيم وليس بجوار هذا الخان صهريج من الماء العذب.
ويجبى الأغا من أصحاب الجمال والخيول والبغال والحمير ثلاثة أكياس يقدمها إلى كاشف إقليم البحيرة ولا تفضى هذه الطريق إلى الإسكندرية والسفينة هناك ملك لكاشف البحيرة وهو على الدوام يرممها ويعمرها. وثمة نهير إلى إقليم البحيرة حيث ينتهى ببحيرة وهى بحيرة تحيط بها أربعة قصور وماؤها مالح ، ولذلك سمى إقليم البحيرة بالبحيرة مائة وستين عاما تغرق البحيرة ثمانين قرية ، وفيها ألف قارب تصيد السمك ، وقد أقاموا سدّا متينا أمام الإسكندرية حتى لا تصل مياه هذه البحيرة إليها.
ويروى الإسكندرية الترعة الناصرية ، ومن الإسكندرية تمضى إلى هذه الترعة آلاف السفن ، واقتضت حكمة الله أن يقبض كاشف البحيرة على المجرمين العرب الذين أغاروا على مساكننا ، وفى الصباح وضعوا على الخازوق سبعة منهم ، ومضينا أربع ساعات فى أرض رملية حتى وصلنا شاطئ البحر كما تجولنا ساعة فى أرض ذات نخيل.
أوصاف إدكو
يقال لها فى العربية ( ) (١) ، وتقع فى ناحية ميناء رشيد ، تغل مائة أقچه (٢) ، ومحصولها السنوى ثلاثة أكياس ، إنها على ضفة البحيرة فى مكان مرتفع ، تضم أربعة آلاف بيت ، سبعة عشر محلة ، وعشرين محرابا ، وستة جوامع إضافة إلى المساجد ، وبها ثلاث وكالات ، وثلاثمائة دكان ، ولكن لا سوق ولا حمام فيها ، وشوارعها غاية
__________________
(١) بياض فى الأصل.
(٢) عملة كانت تستخدم فى الدولة العثمانية منذ أول نشأتها سكّت من الفضة.