أوصاف ميناء دمياط القديمة
أكثر المؤرخين الذين وصفوا هذه المدينة ، فى أصح الأقوال لهم ، أنه بعد طوفان نوح بنى هذه المدينة أحد أبناء أشمون بن مصرايم وكان اسمه دمياط ، ولذلك سميت هذه المدينة دمياط ، ومعنى دمياط بالسريانية قوة وقدرة ، أما فى التوراة فاسم دمياط أرلش ، وأما فى الزبور فاسمها الدردميه والبيطه وفراغه ، وفى الإنجيل اسمها الخضرة ، وفى العربية كذلك الدردميه ، وفى القبطية دمياط ، وبعد الهجرة بثلاثين عاما ، وبينما كان عمرو بن العاص واليا على مصر ، كان الأسود بن مقداد قائد ثلاثين ألف جندى ، فضرب الحصار على الملك هاموكى فى قلعة دمياط ، ودامت الحرب سبعة أشهر بتمامها ، إلا أن العرب يئسوا من فتح القلعة ، وكان للملك هاموكى ابن يسمى شيطا رأى النبى صلىاللهعليهوسلم فى المنام ، فهب من نومه فى التو ، فنزل من القلعة فى جوف الليل ، ومضى إلى الأسود بن مقداد وأعلن إسلامه ، ودله على المواضع التى يمكن الدخول منها إلى القلعة ، فمضى إليها معسكر الإسلام ففتحت لهم القلعة بأمر الله ـ تعالى ـ ، ووضع الملك هاموكى فى الأسر ، واعتنق الإسلام أيضا ابن آخر يسمى كوريجل ، وغنم المسلمون كل ما فى القلعة من نفائس ، وأصبحت على الدوام مدينة جميلة طاهرة ، وأرسلوا من غنائمها إلى عمر بن الخطاب ثلاثمائة صندوق من المال ، وبينما كان نور الدين الشهيد خليفة قدم الكفار الأسبان إلى دمياط بألف سفينة واستولوا عليها وسيطروا عليها سبعة أشهر ثم أرسل نور الدين الشهيد وزيره يوسف صلاح الدين على مائة ألف من الجند إلى دمياط وفتح القلعة وأعدم أسرى الكفار جميعا ، ثم عاد إلى دمشق مظفرا يحمل ما يحمل من غنائم ، وفى عام ٩٢١ استولى الفرنجة على دمياط ، وكان الظاهر بيبرس خليفة على مصر ففتح القلعة ، وأعمل القتل فى الفرنجة ، ومن بعده فتحها السلطان سليم الأول ، إنها مدينة عظيمة من أقاليم مصر تقع فى الجانب الشرقى من النيل ، وهى الآن دار إسلام بيد إياس باشا ويعجز اللسان عن وصفها وهى سنجق لطيف فى إيالة مصر بمثابة الإقطاعية ، ويقدم حاكمها إلى ديوان مصر عشرة أكياس فى العام ، واثنى عشر كيسا من الغرامات ورسوم نقل البضائع والأسواق ، وفى مينائها