بيان الأولياء الذين عرفناهم فى زيارتنا فى مقبرة دمياط
عندما بعث الملك هاموك ابنه الشيخ لفتح قلعة دمياط وأسلم على يد الشيخ شطا والأسود بن مقداد ، وبعد الفتح أمر الأسود بن مقداد الشيخ شطا بعشرة آلاف جندى وفتح قلعة شموم وقلعة البرلس وقلعة الدميره وفى العام نفسه حينما كان يفتح قلعة التينه أصيب بجرح وكلمة شطا شطا بمعنى قطعة قطعة ولذلك سمى الشيخ شطا ، جاء فى رواية أن شطا موضع فيه رمل كثير كثير ، وذلك لأنه دفن فى أرض ذات رمل وقد مات شهيد حرب ، وصعدت روحه الشريفة إلى بارئها ، وقد نقل جثمان الأسود بن مقداد إلى دمياط ، ودفن فى ضريح على شاطئ بحيرة دمياط على مسيرة نصف ساعة من الجانب الشرقى إلى دمياط ، ولأنه استشهد فى الخامس عشر من شهر شعبان يقيمون له مولدا فى هذا اليوم ، ويأتى الناس من دمياط والقرى والقصبات الأخرى أربعون أو خمسون ألف رجل ويقيمون فى الخيام ويمكثون ثلاثة أيام بلياليها يزورون ضريحه ، ويأتى كذلك قائم مقام دمياط وأعيانها لزيارة هذا الضريح ويمكثون فى الخيمة ويمد سماط عظيم لمن ينعمون بأطايب الطعام ثلاثة أيام بلياليها ، وينفق على ذلك من مال مصر ، ويحاسب الوالى على تلك النفقات ، وهذا قانون قديم ، وضريح الشيخ شطا مربع الشكل وكأنه قلعة ومحيطه ثلاثمائة خطوة.
ويسكن فى هذا الضريح إمام ومؤذن وحارس القبور ، وبجانب الضريح زاوية ، وفى حرمه صهريج ، وفى كل عام يحمل الماء من النيل على ظهور الجمال لملء هذا الصهريج بالماء وإذا ما فاض منه الماء أصيبت الجمال بالجرب وإنها لحكمة عجيبة.
وجملة القول أن ثمة ضريحا عظيما يزوره الناس خواصهم وعوامهم ، وقد دفن فيه الشيخ أبو المداين والشيخ درغام وفى جامع الشيخ متبولى دفن الشيخ متبولى والشيخ سيدى فاتح أبو العطا ، وبالقرب من جامع الفتحية ضريح ذى الجناحين ، وبالقرب من البوغاز ضريح بين الموجتين ، وبالقرب من المنظر بين الفرضين ، وفى حديقة فى شمال المدينة ضريح للشيخ جمال الدين المولوى وفيه سماع خانه من عدة غرف ومطبخ ،