الفصل التاسع والستون
ما أصدر والى مصر إبراهيم باشا وما كتب من رسائل
ألف وواحد وثمانون رسالة إلى حاكم الصعيد أوزبك بك
وإلى كاشف الواحات وكاشف ولاية أبريم وحاكم ولاية بربرستان
وملك بلاد الفونج وملك قاقان ، وما زرنا من قرى وقصبات
يسر الله لنا زيارتها
وإذا أراد الله شيئا يسّر أسبابه فركبنا خيولنا المطهّمة وبدأنا سياحتنا وتحركنا من مصر أم الدنيا ، وبعد أن قطعنا فى الصحراء ساعتين جنوبا بلغنا بلدة البساتين وكانت تابعة لالتزام نقيب الأشراف وفيها سبعمائة بيت ، وثمانية محاريب وثلاث خطب ، ووكالة وعشرون دكانا ، ويحيطها من جوانبها الأربعة البساتين ، ويقدم إليها الأعيان من مصر للنزهة ، إنها جميلة بها الورود والرياحين وفى وسطها قصر يوسف ، والمتنزهون ينعمون بالمتعة على حانة حوضها.
ومضينا إلى الجنوب مدة نصف ساعة وهناك على النيل مرفأ قديم وبعيد عنه جميع أهل الصعيد ، وثمة موظف للدولة يحصل رسوم الجمرك من شاطئ النيل ، فبلغنا :
قصبة موخنان
وتقع على مسيرة ربع ساعة من النيل فى الصحراء ، وبها حدائق وبساتين وهى تابعة لكاشفية الجيزة وبها خمسمائة بيت وجامع ومقهيان وعشرة دكاكين ، ولا يوجد فيها الحمّام إنها قصبة معمورة ، ويحكمها نائب الجيزة منذ عهد السلطان سليم تتبع هذه القصبة شيخ العرب خبير أوغلو وهى أرض ذات بساتين ونخيل : وقصر خبير أوغلو دار ضيافة ، ويطعم فيها الغادى والرائح ، ومن سلموا قايتباى وكرت باى مقيدين للسلطان سليم من هذا البلد ، وقد عبر أحد عشر ألف النيل ومضوا إلى السلطان سليم ، وظلوا فى خدمته ولذلك أعفوا من الضرائب ، وهم الآن مطيعون منقادون فلما أغار على مدن إقليم البحيرة ألف وأربعون ألفا من مجرمى عرب بهيجة والهنادى منهم أربعون ألفا للنهب والسلب ، ولما علم بذلك وزير مصر ألف جيشا من خمسة آلاف فارس وانطلقوا